أعادت الأمسية التأبينية التي أحيتها جمعية الثقافة والفنون في أبها عن الشاعر الشعبي علي بن خبية المعروف ب «امثوابي» الجدل حول قرين الشعراء. وكانت أمسية «قال امثوابي» التي شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً ضاقت بهم مقاعد مسرح الجمعية، ما اضطر بعض الحاضرين للمتابعة وهم واقفون، وشارك فيها محمد بن علي الثوابي، والشاعر عبدالعزيز بدوي العلكمي، والإعلامي سلمان عسكر، وأدارها مرعي عسيري، قد بدأت بفيلم وثائقي عن الراحل، فيما أكد الإعلامي «سلمان عسكر» أنّ هناك أسباباً كثيرة تقف خلف خلود وانتشار شعر «امثوابي» ومنها أنه لم يكن يسترزق بشعره، ولكنه كان عاشقاً للفن، كما أنّ شجاعته التي عرف بها وقوة الوصف وتصوير المشهد كانت نادرة ولا توجد عند غيره من الشعراء في المنطقة. وأضاف «عسكر» أنّ «امثوابي» لم يكن رجلاً متعلماً قبل أن يبلغ عمره (15) عاماً، وأشار إلى أن ما يعتبره الناس خرافة يعده هو حقيقة، فقد كان الثوابي مسكوناً بالجنّ، إذ أطلق اسم ابنته «غازية» على اسم قرينته، وأشار «عسكر» إلى أن هناك شعراء كثيرين برزوا في المنطقة، ولكنها أسماء اندثرت فيما بقي شعر «امثوابي» حاضراً في أوساط الناس، وأكد «عسكر» أنّ الشاعر «امثوابي» قال له إنه شيخ الشعراء في المنطقة ومن أراد أن يجادله فليأت إليه، واستشهد ببعض المواقف في حياة الشاعر. فيما أشار ابن الشاعر الثوابي إلى أنّ مكتبة أبيه عامرة بالمخطوطات النادرة، ولكنها تحتاج إلى جهود كبيرة في إخراجها، إذ يأملون في طباعة كتاب أو أكثر مما وضعوا أيديهم عليه، وأضاف أنّ أباه كان يخطّ منظوماته بيده.فيما أكد الشاعر عبدالعزيز العلكمي شاعرية «امثوابي» وقوة ألفاظه وثبوت تنبوءاته في العديد من المواقف والأحداث، وأضاف أن الدمّات التي وضع يده عليها للشاعر تتجاوز ( 600) دمّة، وأنه كان معروفاً بالفكاهة في شعره. وفي المداخلات بيّن صديق الشاعر علي الثوابي ورفيقه طيلة 40 عاما محمد يوسف عن كرمه وشجاعته وبسالته في الشعر والحضور الاجتماعي وقدرته على العيش مع أي مكوّن ثقافي أو اجتماعي. كما اعترض «محمد طالع» على ما قاله سلمان عسكر من أنّ «امثوابي» مسكون بالقرين لأنّ هذا انتقاص من شاعريته وإلغاء لريادته الشعرية.