تضطلع المملكة العربية السعودية بدورها تجاه كثير من القضايا الإنسانية، منذ أن أرسى الملك عبدالعزيز -غفر الله له- دعائمها، ولم يتوقف خيرها عند الأمتين العربية والإسلامية، بل امتد لينقذ العديد من شعوب العالم بمختلف أطيافهم، وفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحث على إنقاذ الملهوف وإعانة المحتاج، والقائمة في هذا المجال تطول، وجاء تبرع السعودية أخيرا بمليار ونصف المليار دولار لإعمار العراق، ليؤكد أن بلادنا قائمة على التسامح والخير، والتسامي على الخلافات، والحرص على أن يعم الأمن والرخاء الجميع، وهو موقف ليس بمستغرب على الوطن الذي لم يعرف عنه سوى الوقوف مع المحتاج وإرساء الأمان منذ أن تأسس ككيان واسع وكبير في جزيرة العرب، فلا تزال المملكة تقدم الغالي والنفيس وكثيراً من أبنائها الأبطال، ليعود الأمن في اليمن، وإنهاء حالة الانقلاب التي يعيشها منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، وفي الوقت الذي يظهر الجانب الإنساني المضيء والمشرق للمملكة، تقدم دويلة الحمدين نموذجاً سيئاً للإفساد في الأرض، عبر تبديد ثرواتها في حياكة الدسائس بين الدول والشعوب، وتأجيج الفتن، والسعي لإحراق الحرث والنسل في الوطن العربي والإسلامي، وأرى أن ذلك نابع من نزعة الشر التي تنمو في نفوس من يتولى أمر تلك الدويلة، إضافة إلى عقد النقص التي يعانونها من صغر بلادهم وهشاشتها، وهم بذلك يفعلون أي شيء حتى يلتفت الآخرون إليهم، عملا بمبدأ «خالف تعرف»! دولة هشة أوهن من بيت العنكبوت، تتخبط لا تدري ما تفعل، في ظل العزلة التي جلبتها لنفسها، وهي عاقبة من يؤدي أدواراً أكبر منه، إضافة إلى أنها لم تحسب الأمور جيداً، فدويلة صغيرة بسيطة كان الأجدى بها أن تسعى لمصالحة الجميع وعدم افتعال الأزمات والخلافات معهم، إلا أن غباء من يديرها واعتمادهم على مرتزقة، دفعهم لارتكاب حماقات جرت عليهم الويلات. كان من المفترض على الدوحة أن تنفق أموالها في الخير ودعم تنمية الشعوب، حتى تكسب تعاطفهم، خصوصاً أنها في أمس الحاجة لذلك، إلا أنها للأسف سارت في الطريق الخطأ، وهرولت لكسب رضا الجناح اليميني المتطرف المؤيد لإسرائيل والمعادي للعالم العربي، وهو ما يؤكد نهجها لقاعدة «خالف تعرف»!. ومصير كل من يعتمد على المرتزقة الضياع والزوال، خصوصاً إذا كان ذلك المرتزق لديه أجندة خاصة، يقود من استعان به إلى الهاوية التي اقتربت منها الدوحة كثيراً، فما حك جلدك مثل ظفرك فتولَ أنت جميع أمرك.