«الشمس لا تحجب بغربال» مقولة شهيرة وواضحة لا تحتاج لشرح، إلا أنه للأسف يوجد هناك من يكابر ويحاول ويسعى لسد ضوء النجم الضخم المشع بإناء تنتشر فيه الثقوب الواسعة، أتذكر ذلك وأنا أتابع بعض المرتزقة في الخارج، وهم يحاولون التقليل من الجهود والأعمال الإنسانية التي تقدمها المملكة للشعوب في أنحاء المعمورة كافة على مدى تاريخها، حتى في الفترات التي عاشت فيها تراجعا في أوضاعها الاقتصادية لم تتأخر عن تقديم يد العون للشعوب الشقيقة والصديقة، تذكرت ذلك وأنا أتابع تقريرا تناقلته وسائل الإعلام أخيرا أورد فيه المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والإعمال الإنسانية الدكتور سامر الجطيلي أن المساعدات السعودية لشعوب العالم كافة تجاوزت خلال عقدين من الزمن 65 مليار دولار وتحديدا من عام 1994 إلى 2014، استفاد منها أكثر من 90 دولة شقيقة وصديقة، فضلا عن المساعدات التي قدمت قبل ذلك التاريخ، لكثير من البلدان المنكوبة. وحد المغفور له الملك عبدالعزيز شمل الجزيرة العربية وأسس المملكة على قيم وأخلاق نبيلة، مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي والعادات والتقاليد العربية التي تنقذ الملهوف وتعين المحتاج في الظروف كافة، فنجد المشاريع التنموية الخيرية السعودية في كثير من الأوطان المستقرة والمحتاجة في الوقت ذاته، سواء كانت تلك المشاريع تعليمية أو صحية أو تتعلق بالبنية التحتية مثل شق وتمهيد طرق أو حفر آبار وغيرها لتسهم في تذليل أي معوقات تعترض حياة تلك الشعوب، إضافة إلى أن المملكة لا تتأخر عن الوقوف مع أي شعب منكوب، ومر بكارثة طبيعية مثل الزلازل والبراكين والفيضانات أو كانت تلك الكارثة بفعل البشر. كما حدث مع شعب الروهينغا الذي تقف المملكة معه منذ عهد الملك فيصل -طيب الله ثراه- الذي سمح لأعداد كبيرة من مسلمي بورما الفارين بدينهم للاستقرار في مكةالمكرمة بسبب تجدد العنف الديني ضدهم على يد الجنرال البورمي الغاشم «ني وين» عام 1382 ه وما بعده، واستمرت المملكة في وقوفها معهم حتى اللحظة، وهو ما فعلته مع الشعب اليمني الشقيق الذي وقفت معه في الظروف كافة، وحتى إغاثتها له أخيرا لتخليصه من المتمردين الحوثيين الذين عاثوا في البلاد فسادا وساموا الشعب الشقيق سوء العذاب بالقتل والتنكيل وتفجير المنازل وسرقة ثرواتهم وحرمانهم من الرواتب منذ ما يزيد على 3 أعوام، وقائمة وقوف المملكة مع الشعوب تطول ولا يمكن سردها في مقال، ورغم كل ذلك تتزايد الأصوات الناعقة التي تحاول تقليل جهود بلادنا، خصوصا من الدويلة الصغيرة «قطر الحمدين» التي سخرت قناتها للهجوم على بلاد الحرمين، محاولة حجب الشمس بغربال، في مسعى منها يثير الضحك والسخرية، خصوصا أنها تمارس أدوارا قذرة أكبر منها في كثير من الدول، وستظل بلادي شامخة قوية تغيث الملهوف وتنصر الضعيف والمحتاج لاستشعارها بدورها المهم تجاه شعوب العالم كافة، وستظل الدويلة ذنبا ومعقلا للعمالة مهما ارتفع صراخها. [email protected]