القلق الذي أعرب عنه رئيس مجلس خبراء القيادة الإيرانية أحمد جنتي، بشأن مستقبل نظام الملالي في العام القادم بعد الاحتجاجات العارمة في إيران الشهر الماضي، وطالب فيها المتظاهرون لأول مرة بتنحي المرشد علي خامنئي، هو قلق في مكانه تماما؛ لأن إيران من الداخل تغلي والشعب لم يعد يطيق نظام «ولاية الفقيه» الإرهابي الذي جوع شعبه واستخدم الأموال لمصلحة نشر الفكر الطائفي في بعض الدول العربية، واستثمر جميع أمواله وموارد الدولة لدعم الميليشيات الطائفية في سورية والعراق واليمن ولبنان. إن وصف جنتي، وهو من أبرز المقربين لخامنئي، للأوضاع المعيشية بأنها «سيئة للغاية». وقوله: علينا من اليوم أن نصل للشعب ونسمع آلامهم، ولا نعزل أنفسنا عن المواطنين، يؤكد من جديد حالة العزلة والانفصام التي يعيشها نظام الملالي، كما أن اعترافه ليس بسبب ضبابية الوضع والقلق من مستقبل بلاده بل لتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وهو ما عبر عنه بوضوح عندما قال: «عندما تسوء الأوضاع الاقتصادية ينزل الفقراء إلى الشارع، إنهم لا يستطيعون مقاومة الفقر». وهذا يجسد الخوف والرعب من انتفاضة شعبية إيرانية قادمة تطيح بنظام «ولاية الفقيه»، فالأوضاع المعيشية في الداخل الإيراني سيئة للغاية، والشعب أصبح يغلي من الداخل، خصوصا أن تقرير وزارة الداخلية الإيرانية الذي صدر أخيرا أن أسباب الاحتجاجات التي شهدتها إيران تؤكد أن «ثقة المواطنين في النظام الإيراني قد انخفضت، كما فقدت المؤسسات الإيرانية فعاليتها، فضلا عن كون الشعارات في الاحتجاجات كانت 30% منها اقتصادية، و70% سياسية، و75% كانوا متعاطفين مع المتظاهرين في 80 مدينة إيرانية». جنتي يعلم ما لا يعلمه غيره، ولا شك أن تخوفاته تعكس حالة الفزع والرعب اللذين يحيطان بالمفسد الأعلى الذي أهلك شعبه. أيها الطواغيت.. قيادات الملالي.. الشعب لم يعد يتحمل هذه الولاية الطائفية الإرهابية.. وحان موعد التغيير.. قلقكم سيتحول إلى انتفاضة عارمة تجتث «ولاية الفقيه» من جذورها.