بمجرد انتقال ملف الاحتجاجات إلى الأممالمتحدة ومناقشته بعمق في الأروقة الدولية، فإنه يعتبر انتصاراً كبيراً للمتظاهرين الذين تمكنوا من إيصال رسائلهم للمجتمع الدولي لبحث الاحتجاجات الدامية في إيران، بناء على طلب الولاياتالمتحدة. المندوبة الأمريكية نيكي هيلي في المنظمة الدولية شرحت بالتفصيل معاناة الشعب الإيراني، وأن هذا الشعب انتفض في عشرات المناطق ضد قمع السلطات، وإن المظاهرات في إيران تلقائية دون تدخل خارجي، مؤكدة أن أمريكا تقف مع الباحثين عن الحرية والرخاء والكرامة في إيران، خصوصا أن نظام الملالي يحرم شعبه من حقوق الإنسان الأساسية، وهذا يعكس تماما أن المظاهرات هي انتفاضة الشعب على نظام ولاية الفقيه، وليس هناك أي دعم خارجي كما يزعم النظام . لقد قالها الشعب الإيراني بعد أن بلغ السيل الزبى، وطالب النظام بوقف دعم الإرهاب بالمليارات وتمويل الميليشيات في العراق واليمن وسورية ولبنان، خصوصا أن النظام ينفق 6 مليارات سنوياً على الأقل لدعم الأسد ويحرم شعبه من الخير. ولا يمكن هنا تجاهل كلمة مساعد الأمين العام الأممي للشؤون السياسية تاي بروك زاهيرون الذي كشف في تقريره أن المتظاهرين انتقدوا الامتيازات الممنوحة لرجال الدين وبعض عناصر جهاز الأمن، كما انتقدوا التكلفة الكبيرة لتدخلات النظام الإيراني في المنطقة. نظام ولاية الفقيه اليوم يدفع ثمن تدخلاته في الشؤون الداخلية العربية ودعمه للميليشيات الطائفية وسجنه لمئات الآلاف من المعتقلين. هذه الاحتجاجات العارمة تعبير عن مظالم داخلية متراكمة منذ عام 1979، لقد ردد الشعب الإيراني بصوت واحد.. خامنئي ارحل.. المظاهرات أرسلت رسالة واضحة للنظام عن تذمر الشعب جراء سياساته ودعمه وتصديره للإرهاب إلى الشرق الأوسط؛ الاحتجاجات الحالية تعتبر نهاية حكم المرشد الأعلى في إيران. وبعد أن سفك النظام دماء الشعب العراقي والسوري بدأ يقتل شعبه. إنه سجل 4 عقود من حكم الملالي في التعذيب والإعدام والقتل، وإشعال الحروب، والقمع، وتصدير الإرهاب، وإثارة القلاقل والحروب، لا مستقبل لنظام الملالي، والرهان عليه محكوم بالفشل، وحان الوقت لكيلا يربط المجتمع الدولي مصيره بهذا النظام، وأن يعترف بمقاومة الشعب الإيراني التي تعمل على إسقاطه.