عادت الدكتورة سهيلة زين العابدين مرة أخرى للحديث في موضوع ليس من اختصاصها، وقد قالوا «من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب». وقد ظل طلبة العلم يسألون ويتساءلون دون انتقاص أو تجهيل لشيوخهم، فضلاً عن تجهيل فقهاء الأمة الإسلامية كلها، ولم يحجر عليهم أحد، عليهم السؤال أو الاستفسار بغرض الاستفادة لكن بأدب واحترام لمن يسألونهم. فقد جاء في مقال لها بجريدة «المدينة» السبت 10 جمادى الأولى 1439ه الموافق 27 يناير 2018م: «يقول الفقهاء: للمعتدة على وفاة زوجها «السكنى» في بيت الزوجية مدة العدة، وهذا يُخالف آية (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ) (البقرة:240)، فالله تعالى يقول حولًا كاملًا من حدوث الوفاة، والفقهاء يقولون أربعة أشهر وعشرة أيام لقولهم بالناسخ والمنسوخ في القرآن، فالآية 234 من سورة البقرة نسخت هذه الآية، هي وآية المواريث، كما ذكر مفسِّرون، منهم الإمام الطبري، ولنقرأ معًا ما كتبه في تفسيره لهذه الآية: «وأولى القراءتين بالصواب في ذلك عندنا قراءة من قرأه رفعًا، لدلالة ظاهر القرآن على أنّ مقام المتوفى عنها زوجها في بيت زوجها المتوفى حولًا كاملًا كان حقًا لها قبل نزول قوله: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا) (البقرة:234)، وقبل نزول آية الميراث، ولتظاهر الأخبار عن الرسول الكريم بنحو الذي دلَّ عليه الظاهر من ذلك، أوصى لهن أزواجهن بذلك قبل وفاتهم، أو لم يوصوا لهن به». يعني الفقهاء في 14 قرناً من تاريخ الإسلام في جهة وهي في الجهة الأخرى، فهم يخالفون في رأيها كتاب الله تعالى.. إلخ. وليس في القرآن ناسخ ولا منسوخ في نظرها. والدكتورة تدرك بلا شك أن الأرملة بين حالات ثلاث وهي أن تكون ميسورة الحال فلا تحتاج لرعاية زوج أو ولي في السكن، أو أن تتزوج فتكون عند الزوج هذا، أو أن تعيش مع ولي أمرها سواء كان ابناً أو والداً أو أخاً، وهؤلاء مكلفون شرعاً بإسكانها. إن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قد حفظها وبينها وفصلها وطبقها فقهاؤنا الكرام، ولا داعي أن تذكر الدكتورة أنهم خالفوا آية من كتاب الله، وكل ما في الأمر أن الأحكام الفقهية لم تتفق مع ما تراه هي. مهلا يا دكتورة سهيلة..! السطر الأخير: حفظت شيئاً وغابت عنك أشياءُ