حضت تركيا أمس (الأربعاء) إيران وروسيا على التدخل لوقف الهجوم الذي تشنه القوات السورية على محافظة إدلب (شمال غربي سورية) المشمولة باتفاق خفض التوتر الذي تضمنه الدول الثلاث، ما يدل على توتر متزايد في ما بينها قبل محادثات سلام جديدة، الأمر الذي أحرج تركيا مع المعارضة السورية. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو لوكالة الأناضول التركية الرسمية إن «إيران وروسيا يجب أن تتحملا مسؤولياتهما في سورية» بالضغط على النظام لوقف هجومه في محافظة إدلب. وأضاف تشاوش أوغلو موجها حديثه إلى موسكو وطهران «اذا كنتم دولا ضامنة، والحال كذلك، فعليكم وقف النظام. الأمر هناك لا يتعلق بمجرد هجوم جوي، النظام لديه نوايا أخرى وهو يتقدم في إدلب». ويخشى المراقبون أن يؤدي تصعيد جديد للعنف إلى أزمة إنسانية أخرى في هذه المحافظة المتاخمة لتركيا وتضاعف عدد سكانها منذ أكثر من عام مع وصول نازحين من مناطق أخرى. في غضون ذلك، نقلت صحيفة كراسنايا زفيزدا أمس عن وزارة الدفاع الروسية أنها طالبت قادة الأركان والاستخبارات الأتراك «منع هجمات الطائرات بلا طيار المماثلة»، مؤكدة أن الطائرات المستخدمة في استهداف مطار حميميم تم تسييرها من إدلب. من جهة ثانية، قال مكتب المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إن الأخير لم يتخذ بعد قرارا بشأن المشاركة في مؤتمر سوتشي بشأن الأزمة السورية، كما لم يتحدد بعد موعد الجولة المقبلة لمفاوضات جنيف. وأكد مايكل كونتي، القائم بأعمال مدير مكتب المبعوث الأممي، في حديث لوكالة تاس الروسية في جنيف، أن الجولة التاسعة للمفاوضات السورية/السورية في جنيف مقررة في الشهر الحالي، إلا أنه أضاف: لم نعلن بعد عن «مواعيد محددة لإجراء جنيف9»، وينطبق ذلك أيضا على القرار المتعلق بالمشاركة في مؤتمر سوتشي. إلى ذلك، تمكنت قوات النظام السوري من دخول حرم مطار أبو الظهور العسكري في محافظة إدلب، بعد خوض معارك عنيفة ضد مقاتلين من هيئة تحرير الشام يتمركزون داخله، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «دخلت قوات النظام إلى مطار أبو الظهور الذي بات بالكامل تحت سيطرتها النارية» بعد أكثر من عامين من سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) عليه.