تؤكد المملكة يوماً بعد آخر أنها الأكثر حرصاً من بين دول العالم على أمن واستقرار اليمن، وإعادة إعماره، بعد تطهيره من الوجود الإيراني الإرهابي. وما يبرهن هذا الحرص الجهود الإنسانية لإغاثة الشعب اليمني التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويشرف عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي لا تزال مستمرة في جميع محافظات ومديريات اليمن، حتى تلك التي لا تزال تخضع لسيطرة الميليشيات الحوثية الإيرانية، التي دأبت على حرمان الشعب اليمني من المساعدات الغذائية والدوائية، وبيعها في الأسواق للاستفادة منها في دعم مجهودها الحربي. وتظل مواقف المملكة الإنسانية الموجهة للشعب اليمني، والسياسية لدعم الشرعية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، شوكة في خاصرة من يحاولون قلب الحقائق خدمة لأجندات إيرانية وقطرية، حلمها تكريس المزيد من الفوضى في المنطقة من خلال استغلال الأراضي اليمنية، التي تزرع فيها المملكة الخير، وتستثمرها قوى الشر في بث سمومها، لاستهداف أمن واستقرار المنطقة، وتحديداً المملكة وبعض دول مجلس التعاون الخليجي. وتأتي تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس (الثلاثاء) من بروكسل، خلال المؤتمر الذي جمعه بنظيره البلجيكي ديديه ريندرز، لتؤكد «أن المملكة ستمنع سقوط اليمن في أحضان إيران وحزب الله»، ولتبرهن على أن قوات الشرعية اليمنية، بدعم من التحالف بقيادة المملكة، مستمرة في حربها ضد الميليشيات الإيرانية، إلى أن تعلن استسلامها ورضوخها لشروط السلام والقرارات الدولية التي تجبرها على تسليم الأسلحة، ومغادرة المحافظات وتسليمها للشرعية، والتحول إلى حزب سياسي شريك في رسم مستقبل واعد لليمن. ورغم جهود المملكة الإنسانية والعسكرية والسياسية لدعم اليمن أرضاً وإنساناً، لم يعد خافياً على الدول والشعوب العالمية، مع استثناء «إيران وقطر»، أن إيران تسعى إلى زرع حزب إرهابي في اليمن شبيه بحزب الله في لبنان، له كياناته العسكرية والسياسية، وترسانات الأسلحة بأنواعها، ويظل متحكماً في جميع القرارات السيادية لأي حكومة يختارها الشعب، وهو ما يمثل تهديداً مستقبلياً لأمن واستقرار المملكة، التي لن تمكن نظام الملالي من تحقيق حلمه الوهمي، الذي لا يريد من ورائه إلا توسيع رقعة إرهابه، بعد أن اكتوت بناره شعوب دول كثيرة، من بينها سورية والعراق ولبنان واليمن.