زرعت المملكة الرعب في نفوس أركان النظام الإيراني، وأذنابه في اليمن ولبنان، بعد أن تمادت إيران وأذرعها الإرهابية في استهداف أمن المملكة وطمأنينة سكانها والمقيمين على أراضيها، وتجاوزها كل الخطوط الحمراء باستهدافها للعاصمة السعودية الرياض. ولعل بيان قيادة قوات التحالف الذي يؤكد ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ، واعتبار ذلك عدوانا عسكريا سافرا ومباشرا من قبل النظام الإيراني، وقد يرقى إلى اعتباره عملا من أعمال الحرب ضد المملكة، التي ذهب البيان إلى احتفاظها بحقها في الرد على إيران في الوقت والشكل المناسبين، الذي يكفله القانون الدولي ويتماشى معه، واستنادا إلى حقها الأصيل في الدفاع عن أراضيها وشعبها ومصالحها التي تحميها الشرائع والمواثيق الدولية بما في ذلك ميثاق الأممالمتحدة؛ لعله يعد مؤشرا على أن سيناريوهات محتملة في المنطقة قد تصادر الأحلام الإيرانية الإرهابية التوسعية. وما يزيد من تقزيم إيران، تلك التداعيات التي تشهدها المنطقة بدءا من استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، وإطلاقها صاروخا باليستيا على الرياض، ووضع 40 حوثيا على قائمة الإرهاب، ورصد مكافآت لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض عليهم، إضافة إلى الرعب الذي أصاب حزب الله الإرهابي، بعد تورطه في جميع الحروب التي تفتعلها إيران في المنطقة، إضافة إلى القناعة التامة لدى شعوب العالم بأن لا استقرار إذا تركت إيران تمارس إرهابها دون رادع دولي وقرارات أممية. وجاء قرار قيادة قوات التحالف بالإغلاق المؤقت لكل المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية، مع مراعاة استمرار دخول وخروج طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وفق إجراءات قيادة قوات التحالف المحدثة، ليؤكد أن لا حرب ستتوقف إلى أن يعلن الانقلابيون استسلامهم وتخليهم عن السلاح، والإذعان للقرارات الدولية، وعودة الشرعية لبسط نفوذها على كامل الأراضي اليمنية، التي عاثت الميليشيات فيها فسادا، منكلة بالشعب، من أجل السيطرة على السلطة، ثم البدء في تنفيذ الأجندة الإيرانية. وعلمت «عكاظ» من مصادرها داخل العاصمة صنعاء، أن كثيرا من القياديين الحوثيين عادوا إلى جحورهم في جبال صعدة ومديريات مران وضحيان وحرف سفيان، وأن رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي للانقلابيين صالح الصماد، بدأ يمارس مهماته متنقلا من خندق إلى آخر. وأوضحت المصادر، أن الإجراءات التي اتخذتها قيادة قوات التحالف بقيادة المملكة أسعدت الشعب اليمني، الذي يضع ثقته في قوات التحالف لإنهاء وجود الانقلابيين وسيطرتهم على مفاصل الدولة اليمنية.