في مطلع التوجه الأدبي لأبناء جيلنا من طلاب مدرسة تحضير البعثات، سعدنا بنفحة شعرية بثها في نفوسنا صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله -، بقصيدة ألقيت بالنيابة عنه في حفلة كبيرة أقامتها المدرسة ب«فندق مصر» بمكةالمكرمة، حضرها جمع من الأدباء والصحفيين ورجال التعليم، قال سموه في مطلعها: مَرْحَى فَقَدْ وَضَحَ الصَّوَابْ وَهَفَا إلَى الْمَجْدِ الشَّبَابْ عَجْلَانَ يَنْتَهِبُ الْخُطَى هَيْمَانَ يَسْتَدْنِي الْسَّحَابْ. وتمر الأعوام سراعاً لألتقي سموه في مجلسه الكريم، الذي كان ينعقد صباح مساء كل يوم بقصره، بحضور كوكبة من بعض الأدباء والشعراء والصحفيين. ثم يطرز سموه ليالينا بقصيدتين من أروع ما صدحت به السيدة أم كلثوم، وفي مطلع الأولى يقول: أَكَادُ أَشُكُّ فِي نَفْسِي لِأَنِّي أَكَادُ أَشُكُّ فِيكَ وَأَنْتَ مِنِّي يَقُولُ النَّاسُ إِنَّكَ خُنْتَ عَهْدِي وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي وَأَنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي إليك خطى الشباب المطمئن. أما الرائعة الثانية وهي بعنوان «من أجل عينيك»، وفي أبيات منها يقول: من بريق الوجد فى عينيك أشعلت حنيني وعلى دربك أنى رحت أرسلت عيوني الرؤى حولي غامت بين شكي ويقينِي والمنى ترقص في قلبي على لحن شجوني أستشف الوجد فى صوتك آهات دفينة يتوارى بين أنفاسك كي لا أستبينَه لستُ أدري أهو الحبُ الذي خفت شجونه أم تخوفت من اللومِ فآثرت السكينةُ. سطور شدني إليها – إن صح هذا التعبير – ما نشرته «عكاظ» بتاريخ 14/4/1439ه ونصه: «أعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل استحداث جائزة باسم الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي، مقدماً دعماً بمبلغ مليون ريال سنوياً للجائزة التي تتكون من فرعين، الأول للكبار، خُصص لها 600 ألف ريال، والفرع الثاني للشباب دون سن ال30 عاماً بمبلغ 400 ألف ريال». رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل، الذي يستاهل التكريم بدراسة لما خلفه من روائع الشعر وأجمل الذكريات التي عاشها معاصروه. وتبقى كلمة لا بد منها، وهي أن لسموه مشاركات متواصلة للمواطنين في جميع مناسباتهم حلوها ومرها، عليه رحمة الله. السطر الأخير: لشاعر الش باب الأمير عبدالله الفيصل: يذكرنا كل أمسٍ مضى وكل غريب بآهٍ شدا وما نحن إلا الزمان الذي عدا في الأنام على من عدا.