فيما دوت فضيحة كبيرة من الدوحة أمس الأول (الخميس) بعد ظهور اسم اللاعب الإسرائيلي دودي سيلا ضمن قرعة بطولة قطر المفتوحة للتنس التي افتتحها أمير قطر تميم بن حمد، لا تزال الإمارة الخليجية الصغيرة توزع الاتهامات على المملكة ودول خليجية أخرى ب«التطبيع المزعوم» مع إسرائيل عبر قصاصات لصحف صفراء. ولم تكن الخطوة القطرية في استضافة اللاعب الإسرائيلي الأولى من نوعها، إذ سبقتها خطوات «تطبيعية مع الكيان الإسرائيلي» على أصعدة عدة، فعلى الصعيد السياسي، سبق أن وطأت أقدام كبار المسؤولين الإسرائيليين الأراضي القطرية، إذ تعود الأذهان إلى زيارات شمعون بيريز إلى الدوحة عامي 1996 و2007، إضافة إلى زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية (آنذاك) تسيبي ليفني 2008. وعلى المستوى الاقتصادي، سبق أن مثل اقتصاديون إسرائيليون من بينهم «حكوميون» الكيان الصهيوني في منتديات اقتصادية احتضنتها الدوحة، كما أن تاريخ التعاون التجاري بين قطر -ما بعد انقلاب حمد بن خليفة على والده- والكيان الصهيوني يعود إلى منتصف تسعينات القرن الماضي، بعد أن افتتح الإسرائيليون مكتبا للتمثيل الاقتصادي والتجاري في الدوحة. فيما ظلت النافذة الرياضية داعما قويا لتعزيز علاقات الدوحة وتل أبيب في الخفاء، فعندما فازت قطر بتنظيم كأس العالم لكرة القادم 2022 أكدت الدوحة عدم ممانعتها في مشاركة إسرائيل في كأس العالم الذي ستحتضنه على أراضيها، كما سبق أن شارك رياضيون إسرائيليون في بطولة الدراجات الهوائية التي احتضنتها قطر في أكتوبر 2016. وشرعت استضافة الدوحة للاعبين الإسرائيليين انتقادات عاصفة للنظام القطري، فيما أشاد المسؤول عن الدبلوماسية الرقمية في وزارة الخارجية الإسرائيلية يوناتان جونين بمشاركة اللاعب الإسرائيلي في البطولة المقامة في الدوحة. في المقابل، نقل المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني عن الشيخ القطري سلطان بن سحيم وعيده للنظام القطري بالقول: «إذا قام تنظيم الحمدين بقمع أي مواطن قطري من المشاركين بهاشتاق #تطبيع_اتحاد_التنس_مرفوض فسأكشف وثائق وتسجيلات خطيرة أمام الرأي العام القطري، وستكون هذه نهاية هذا التنظيم». وكانت ماكينات الدعاية القطرية وأذرعة «تنظيم الحمدين» الإعلامية زعمت أن المملكة سمحت للاعبين إسرائيليين بالمشاركة في بطول الشطرنج التي احتضنتها الرياض، ولم تصمد «الكذبة القطرية» لساعات، حتى اشتكت تل أبيب من رفض السعودية القاطع مشاركة لاعبيها.