قتل تسعة أشخاص ليل الاثنين في منطقة أصفهان بوسط إيران، بأعمال عنف على صلة بالاحتجاجات التي تهز إيران منذ الخميس وتطالب بإسقاط ولاية الفقيه، ما يرفع عدد القتلى إلى أكثر من عشرين شخصا خلال يومين. وقتل ستة متظاهرين في مواجهات مع قوات الأمن فيما كانوا يحاولون مهاجمة مركز للشرطة في مدينة قهدريجان، فيما قتل عنصر في الحرس الثوري في كهريز سنغ، وقتل أحد المارة في خميني شهر، بحسب التلفزيون الرسمي، إضافة إلى شرطي قتل برصاص أطلق من سلاح صيد في نجف أباد المجاورة، وقد أعلن مقتله مساء الاثنين. وقال نائب محافظ طهران علي أصغر ناصر بخت متحدثا لوكالة إيلنا العمالية القريبة من الإصلاحيين «أوقف 200 شخص السبت و150 الأحد ونحو 100 الاثنين». وذكرت تقارير لوكالات أنباء وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أن محتجين إيرانيين هاجموا مراكز للشرطة حتى وقت متأخر من ليل الاثنين في الوقت الذي تحاول فيه قوات الأمن احتواء موجات الغضب الشعبية ضد الفساد الحكومي المتهم بنهب ثروات البلاد ودعم الإرهاب والتطرف والميليشيات الإرهابية والمضي في سياسة التدخل في شؤون الدول بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وأظهرت تسجيلات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي اشتباكا عنيفا في بلدة قهدريجان بين قوات الأمن ومحتجين كانوا يحاولون السيطرة على مركز للشرطة اشتعلت النيران بجزء منه. وتحدثت تقارير عن وقوع عدة إصابات في صفوف المحتجين. وذكرت وكالة مهر للأنباء أن محتجين في مدينة كرمانشاه في غرب البلاد أضرموا النار في موقع لشرطة المرور لكن أحدا لم يصب في الحادث. واستمرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة لليوم الخامس بعد مقتل 13 شخصا الأحد في أكبر موجة احتجاجات منذ عام 2009 حين خرجت حشود شعبية ضخمة إلى الشوارع للتنديد بانتخاب الرئيس الإيراني آنذاك محمود أحمدي نجاد. ويمثل استمرار الاحتجاجات غضبا وانتفاضة شعبية ضد الزعماء الفاسدين الذين استولوا على السلطة منذ الثورة الإسلامية عام 1979 وأيضا ضد الرئيس حسن روحاني الذي ظهر على التلفزيون (الأحد) في محاولة لتهدئة الثورة الشعبية المشتعلة. ونقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم الشرطة سعيد منتظر المهدي قوله «أطلق أحد المتظاهرين في مدينة نجف آباد وأعيرة نارية على قوات الشرطة ببندقية صيد. ونتيجة لذلك أصيب ثلاثة وقتل واحد». وفي وقت سابق قال التلفزيون الرسمي إن متظاهرين حاولوا الاستيلاء على مراكز للشرطة وقواعد عسكرية. وقال التلفزيون الرسمي إن 10 أشخاص لقوا حتفهم في احتجاجات الأحد. لكن العدد ارتفع الاثنين عندما قال نائب حاكم إقليم همدان بغرب البلاد لوكالة أنباء الطلبة إن ثلاثة محتجين آخرين لقوا حتفهم الأحد في مدينة تويسركان. وذكر مسؤولون وشبكات التواصل الاجتماعي أن السلطات ألقت القبض على مئات الأشخاص. واستخدمت الشرطة في طهران مدفعا للمياه الأحد لتفريق متظاهرين وفقا لصور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. وانفجر الإحباط بسبب القمع والفساد ومصادرة الحريات وانتهاك حقوق الانسان في مشهد، ثاني أكبر مدن البلاد، يوم الخميس وطالب المتظاهرين الطغمة الحاكمة بالتنحي. وجرى توجيه الغضب إلى المرشد آية الله علي خامنئي. وعرض مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي حشدا من الناس بالشوارع يهتفون وبعضهم يقول «الموت للدكتاتور». ونقلت وكالة العمال الإيرانية للأنباء عن عضو بالبرلمان قوله إن شخصين قتلا بالرصاص في بلدة إيذه في جنوب غرب البلاد الاحد فيما أصيب عدد آخر.