تسير عجلة التطوير التي تدفعها أمانة جدة للارتقاء بحيي غليل وبترومين (جنوبي المحافظة)، ببطء شديد، ورغم أنها انطلقت فعليا في الرابع من سبتمبر 2014 بإزالة أول عقار، إلا أن تقييم العمل خلال الفترة التي تزيد على 3 سنوات و3 أشهر، لا يزال دون طموحات سكان الحيين الذين يترقبون تطويرهما بافتتاح 8 شوارع رئيسية لتنهي العشوائية الطاغية عليها، وتحيل غليل وبترومين إلى منطقة نموذجية من النواحي البيئية، الاجتماعية، التعليمية، الصحية والأمنية. ويشدد الأهالي على ضرورة المضي في المشروع الذي ترقبوه طويلا، مشيرين إلى أنه بطيء وبلا فعالية، متوقعين أن تمضي سنوات عدة قبل أن ينتهي، وفق ما يرونه من بطء وتعثر في التنفيذ. وتذمر سكان غليل وبترومين من تدني مستوى الإصحاح البيئي في حييهما، لافتين إلى أن النفايات تنتشر في شوارعهم وتبقى لأيام عدة دون أن تزال، مشكلة بؤرا للروائح الكريهة والحشرات فضلا عن الأمراض، وتحولها إلى مرتع للحيوانات الضالة. وطالب فهد القرني الجهات المختصة؛ وفي مقدمتها أمانة جدة، بالتسريع في تطوير غليل وبترومين، بشق الشوارع الثمانية الرئيسية، لتخفف من وطأة العشوائية الطاغية على المنطقة وتسهم في تطويرها. وأرجع القرني تدني مستوى النظافة في الحيين وحرمانهما من شبكات الصرف الصحي إلى غياب التنظيم فيهما، مشيرا إلى أن المشكلة تتفاقم حين يندلع حريق في الحي، فتجد آليات الدفاع المدني صعوبة في الوصول إلى الموقع. وقال: «وغالبا ما تلتهم النيران المكان وتأتي عليه، قبل وصول رجال الإطفاء، لكن التنظيم في حال اكتماله سينهي هذه المشكلة»، ملمحا إلى أنه يحلم باليوم الذي يرى فيها غليل حيا نموذجيا، ويفتخر بأنه أحد سكانه. وتساءل خالد القوزي عن أسباب البطء الشديد الذي يعتري مشروع تطوير حي بترومين الذي ولد وترعرع فيه، مشيرا إلى أن فرحتهم بإعلان أمانة جدة تطويره قبل ما يزيد على 6 سنوات لم تكتمل. وقال: «غمرتنا الفرحة حين رقمت الأمانة المنازل التي ستزال لصالح شق شوارع رئيسية في الحي، وتوقعنا أن المشروع لن يستنفد كثيرا من الوقت»، لافتا إلى أن الأعوام تمر ولم تزل إلا بضعة بيوت، لا تزيد على أصابع اليدين، ما يؤكد أننا بحاجة لأعوام كثيرة حتى يرى النور. وشكا من تدني مستوى الإصحاح البيئي في بترومين (الكرنتينا) والعشوائية الطاغية عليها ما حوله إلى بيئة ملائمة لمخالفي أنظمة العمل والإقامة. وكانت أمانة محافظة جدة بدأت عبر بلدية الجامعة الفرعية في (4/9/2014) بإزالة أول عقار ضمن 720 عقارا منزوعة الملكية لصالح مشروع التطوير، ويشمل المشروع تنفيذ 8 شوارع رئيسية تخلخل تركيبة الأحياء العشوائية وتساهم في وصول الخدمات بشكل أفضل.