تأهيل المعلم المعاصر يرتكز على الجانب المهني الذي يتطلب الإعداد الأكاديمي والثقافي العام، وبات إعداد المعلم شرطا أساسا لنجاح العملية التربوية والتعليمية وهذا ما قرره جون ديوي، بألا يمارس أي إنسان مهنة التعليم، إلا إذا قدم الدليل على كفاءته، وحصل على التراخيص والشهادات التي تؤهله وتعده لممارسة هذه المهنة. وأصبحت مهنة التعليم والمنهج الذي يدرس في أي بلد ما، عنوانا وميزانا يقاس به نشاط المجتمع بل والأمم عامة، وارتبطت العملية التعليمية والتربوية ارتباطا وثيقا بأمرين مهمين هما: التقنيات الحديثة والديموقراطية. وللوصول إلى الهدف الأسمى الذي تسعى إليه المؤسسات التعليمية بعامة فإنه يجب أن نلقي الضوء على بعض التوصيات التي تنشط العملية التعليمية والتربوية وتزيد من فعاليتها، ومنها: تطوير وتعديل أساليب التدريس، وإعادة تنظيم محتوى المقرر الدراسي بالإضافة والتعديل والحذف، والتطوير في الأهداف التربوية لتصبح أكثر واقعية وبالتالي أكثر قابلية للتحقيق، كذلك إعداد دورات تدريبية للمعلمين أثناء الخدمة لرفع مستواهم العلمي والمهني، وكذلك إعادة النظر في العلاقات الإدارية وإعادة تنظيمها وترتيبها. وإعادة طبع الكتاب المدرسي بطريقة تتناسب مع المعايير الحديثة للكتب المدرسية وتوفير التقنيات التربوية الحديثة اللازمة لذلك. وخطت العملية التعليمية في المملكة منذ تأسيسها خطوات مهمة للوصول بالعملية التعليمية إلى ما يصبو إليه المسؤولون عن شؤون التعليم، وأخذوا بكثير من هذه التوصيات ليصلوا بالعملية التعليمية إلى المرجو منها في تحقيق التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وبذلك يؤدي التعليم هدفه السامي في المجتمع. والمعلم قدوة لطلابه خصوصا، وللمجتمع عموما، وهو حريص على أن يكون أثره في الناس حميداً باقياً، لذلك فهو مستمسك بالقيم الأخلاقية، والمثل العليا، يدعو إليها ويبثها بين طلابه والناس كافة، ويعمل على شيوعها واحترامها ما استطاع، في إدراك كامل ومتجدد أن أعظم الخير ما أمر الله أو رسوله به، وأن أسوأ الشر هو ما نهى الله أو رسوله عنه. يدرك المعلم أن الرقيب الحقيقي على سلوكه بعد الله سبحانه وتعالى هو ضمير يقظ، ونفس لوامة، وأن الرقابة الخارجية مهما تنوعت أساليبها لا ترقى إلى الرقابة الذاتية. [email protected]