في ظل النتائج والمستويات المتراجعة التي يقدمها المنتخب، خلال معسكره الإعدادي، لا تضخموا الحديث عنه، وترفعوا هامش الأماني، وتضعوا هيئة الرياضة ورئيسها تركي آل الشيخ تحت ضغط غير مبرر، فهذا الحصاد من ذلك الزرع، المنتخب وضعه معلوم، فهو منذ حوالي عقد وأكثر من الزمن يعاني بعض المشكلات، أرى أن أحد أسبابها ضعف الأندية نفسها، وبالتالي وحسب المنطق عدم إنجاب لاعبين مميزين، فالضعف يورث ضعفا، فلا عجب، فانحدر مستوى المنتخب وتدهور، وأستطيع أن أضيف أن الاحتراف الأعرج الذي اسميته احتراف نصف كم، يعد سببا رئيسيا، أما ما نتج عن سوء التقييم ووضع الحلول المناسبة فعدد ولا حرج. كلنا نحب الوطن ونرغب أن يكون اقتصادنا وسلاحنا وعلمنا وثقافتنا ورياضاتنا وكل الركائز المهمة في أفضل وضع، بل ونتمنى أن تكون الأولى على مستوى العالم، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، وحتى نتحدى وندركه لابد أن نكون واقعيين، فليس بالأماني تصلح الأمور، فلأجل أن يصلح العطار ما أفسد الدهر هناك حزمة أسس لابد أن نضعها في الاعتبار، فوجود القائد الفذ أول تلك الأسس وهذا الحمدلله محقق بوجود خادم الحرمين الشريفين في سدة حكم المملكة المتجددة، أمد الله في عمره، ولا بد من عنصر الفكر والمبادرة والتفعيل، وهذا أيضا موجود على أرض الواقع وشواهده كثيرة، وذلك بتواجد ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان في هذا الموقع، وكذا كنائب لرئيس مجلس الوزراء وكرئيس لمجلس الاقتصاد والتنمية، ومن هذا الموقع الذي أعطاه سموه مكانته اللائقة بحيث أصبحت أيقونته إذا قلنا فعلنا ونفذنا الآن الآن وليس غدا، والآمال جدا مرتفعة للمستقبل الواعد المشرق لهذه المملكة العريقة برسوخها التاريخي والفتية بوجود ساعد ملك البلاد وعضده الأيمن الأمير محمد بن سلمان في مركز القرار. ورغم كل ما قدمنا لابد أن نؤمن أن بعض الإنجازات تحتاج إلى وقت حتى تعطي أكلها، وهذا الزمن الذي أشير إليه ربما كان في وقت ما قد يحتاج عقدا أو عقودا من الزمن، إنما المبشر أن ما نراه من سرعة في الإنجاز لابد أن يجعلنا متفائلين، ولكن لابد أن نستبصر في هذا التفاؤل ولا نطلب المستحيل، والرياضة هي جزء من منظومة العمل، فرئيس هيئة الرياضة قدم في خلال فترة قصيرة عملا قد لم ينجز في سنوات، ولكن ليس لديه عصا سحرية، إنما يملك إرادة قوية، وهذه الإرادة مع تعاون عناصر المنظومة الرياضية كافة، ستعجل بإصلاح المسار الرياضي لتكون آمالنا كبيرة، ولكن لابد أن تكون حكيمة، نريد منتخبا يبشرنا بمنتخب قادم واعد كبير تكبر معه آمالنا وأحلامنا، لا مجرد أحلام نذهب لأقرب مفسر ليعطينا جرعة من الأمل «مجهول الهوية»، علينا أن نصنع آمالنا بأذرعتنا ونفسر أحلامنا بمجهودنا جميعا، فالأحلام حق مشروع، ولكن تفسيرها هو حق من حقوق الوطن والمواطن.