يحمل ال 17 من ديسمبر في ذاكرته من هذا العام الذكرى ال 5 لوفاة إمام وخطيب الحرم المكي الشيخ محمد السبيل، الذي وروي الثرى في العام 2012، بعد معاناة مع المرض، منهياً حياة دعوية لشيخ اعتلى منبر مسجد تهوي إليه أفئدة من الناس، ومعلم نهل الكثيرون من نبع علمه. 44 عاماً امضاها الشيخ محمد السبيل إماماً وخطيباً ومعلماً دينياً في المسجد الحرام، ذات المسجد الذي صُلي على «بن سبيل» صلاة الميت فيه، عن عمر ناهز ال89 عاماً افناها الشيخ في سبيل الدعوة بأكثر من 100 رحلة دعوية في 50 دولة من دول العالم. الشيخ ذو الصوت الرخيم، والعالم الذي افتى لأعوام في البرنامج الديني الإذاعي «نور على الدرب، المولود في البكيرية، عين في العام 1397 عضواً في المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في دورته الأولى إلى جوار الشيخين»بن باز«و»بن عثيمين"، واستمر عضواً فيه طيلة 37 عاماً. عضو هيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي الإسلامي، إضافة إلى إمامته المصلين في الحرم المكي طوال 26 عاماً، الأمر الذي أتاح لإبن سبيل في العام 1423 الصلاة على ابنه المتوفى، بعد أن عين في العام 1411 رئيساً لرئاسة شؤون الحرمين المنصب الذي شغله حتى العام 1421. ولم تقف حياة بن سبيل العملية على حدود رئاسته للشؤون الحرمين وإمامته المسجد الحرام فحسب، بل جاوز ذلك إلى عضويته في هيئة كبار العلماء في العام 1413 ليستمر عضواً فيها قرابة ال 24 عاماً حتى العام،1427 إضافة إلى حلقته العلمية في الحرم المكي وإشرافه على المدرسين والمراقبين في الحرم المكي. حياة الشيخ الجليل لم تخلو من المفارقات، إذ نجى محمد بن سبيل من محاولة القتل على يدي «جهيمان» وأتباعه في حادثة اقتحام الحرم العام 1400، بعد أن كان الأمام الراتب لصلاة الفجر في يوم اقتحام الحرم المكي. وعلى الرغم من رحيل الشيخ محمد بن سبيل قبل نحو 5 أعوام من الأن إلا أن ما تركه من «علم ينتفع به» ابقى ذكره حيّاً في الحياة الدنيا، بعد توريثه للعديد من المؤلفات في الدين والعقيدة، مثل «ديوان خطب المسجد الحرام»، «رسالة حد السرقة» و«رسالة في بيان حق الراعي والرعيّة» وغيرها من المؤلفات التي بقيت مناراً يستضاء به.