منذ أن أدرجت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب ما يعرف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على قوائمها التي تضم أفرادا وكيانات إرهابية، توالت ردود الأفعال للمنظمة الإرهابية التي يرأسها رجل الدين المتطرف يوسف القرضاوي، وبدأ العويل في التصاعد تدريجياً حتى بلغ ذروته قبل ثلاثة أيام، بعد أن تباكى أمينه العام علي قره داغي (كردي-قطري)، بالقول إن الاتحاد يمثل مئات الملايين من المسلمين! ولوح داغي باللجوء إلى محاكم أوروبية وأمريكية ضد الدول الأربع للمطالبة بالتعويض عن ما أسماه ب«الأذى» الذي لحق ب«اتحاده الإخواني»، متناسياً أن رئيس الاتحاد ممنوع من دخول عدة دول أوروبية لمواقفه المتطرفة ولنشره لخطاب الكراهية. وصاحب التناقض داغي بعد أن اعتبر في أول صدمة له عقب إدراج اتحاده في قوائم الإرهاب إجراءات الدول الأربع «لا قيمة لها»، بيد أنه عاد في الأول من ديسمبر الجاري ليؤكد أن الاتحاد تضرر ولحقه «الأذى». عويل الحركيين لم يتوقف وإن كان بمستويات متباينة، حتى أن عضو مجلس الأمناء في الاتحاد الموريتاني محمد الحسن ولد الددو رأى أن اتحاد العلماء يمثلون «الدين حقيقة ويمثلون ميراث النبوة»، داعياً الدول الأربع إلى مراجعة القرار الذي بدا مؤلماً لجحافل الحركيين. وذهب الددو إلى نظرية «المؤامرة» التي طالما تغنى بها الحركيون، فمن منظوره الحركي، فإن الاتحاد الإرهابي يتعرض لمؤامرة، «وإن محاولة تحطيمه يقصد به الهجوم على الدين الإسلامي». ووصفت الدكتورة سهيلة زين العابدين العضوة المنسحبة من «اتحاد القرضاوي»، الاتحاد ب«أحد تفرعات تنظيم الإخوان المسلمين»، لافتة إلى أن القرضاوي عمد على أسماء من خارج التنظيم من دول إسلامية عدة ليكسب الثقة. ولم تستغرب زين العابدين في حديثها إلى «عكاظ» أمس (الأحد) محاولات الحركيين من إسباغ صفة القدسية على الاتحاد كونه يعتمد على نهج الإخوان، مؤكدة أن «الأخونة» بدت واضحة على الاتحاد منذ ثورة مصر في 30 يونيو «سقطت الأقنعة، وانكشفت حقيقتهم». واعتبر أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة والخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور حسن بن سفر ما أسماه ب«تكتل القرضاوي» «تنظيما له أهداف سياسية، ومغازٍ لبث الأفكار الإخوانية وغيرها من الأفكار المنحرفة». وطالب سفر في حديثه إلى «عكاظ» الأعضاء المنسحبين لفضح «اتحاد القرضاوي» «هذا واجب عليهم».