في دراسة تابعة للمؤسسة الوطنية لصحة الطفل والتنمية البشرية في أمريكا والمؤسسة الوطنية للصحة العقلية، والمؤسسة الوطنية للاضطرابات العصبية في أمريكا «2015» بعنوان «-Association of Child Poverty, Brain Development, and Academic Achievement ارتباط فقر الطفل بنمو الدماغ والإنجاز الأكاديمي» تبين بعد دراسة لأدمغة الأطفال من أسر فقيرة وجود تغير سلبي بهيكلية أدمغة الأطفال الفقراء أدى لانخفاض ذكائهم، حيث ضمرت في أدمغتهم المراكز اللازمة لتحقيق النجاح الأكاديمي والعمل بالوظائف المعاصرة التي تتطلب ذكاء مرتفعا، وأرجع العلماء سبب هذا الضمور بأدمغة الأطفال الفقراء إلى ثلاثة عوامل؛ الأول: الكرب الشديد الذي يعيشه الأطفال سواء بسبب الحرمان أو العنف الأسري الذي يحدث بشكل أكبر بالأسر الفقيرة. ثانيا: ضعف التغذية سواء للأم أثناء الحمل، أو للأطفال لاحقا. ثالثا: ضعف المثيرات الحسية الذهنية وعلى سبيل المثال؛ الفقراء لا يمكنهم أن يوفروا لأطفالهم الأجهزة الذكية التي يتمتع بها بقية الأطفال وتساهم بزيادة ذكائهم، وأظهرت دراسة أخرى أن أدمغة فقراء أوروبا لم يظهر عليها آثار ضمور وتخلف في النمو بعكس أدمغة الأطفال الفقراء في أمريكا، وذلك بسبب وجود برامج رعاية اجتماعية سخية بالدول الأوربية بعكس أمريكا، والمصيبة المضاعفة أن الدراسات أثبتت أن جزءا كبيرا من الذكاء هو وراثي، وهذا يعني أن انخفاض الذكاء سيتراكم ويتزايد عبر الأجيال، وهذا في عالم يتوقع العلماء فيه عما قريب أن يصل إلى ما أسموها «Singularity-الفرادة»، وهي نظرية تقول بأن تصاعد الذكاء الاصطناعي سيصل إلى درجة يعجز الذكاء البشري عن مجاراته، وهذا سيتسبب بكارثة، ولهذا من الضروري إيجاد معالجات فاعلة تضمن الحفاظ على ذكاء الأطفال الفقراء ليكونوا طوق النجاة للأجيال القادمة ولا يورثوهم جينات الذكاء المنخفض التي تجعلهم غير قادرين على النجاح بالتعليم والعمل مما سيقودهم إلى سلوكيات انتقامية ضد المجتمع كتكوين عصابات إجرامية والالتحاق بالجماعات الإرهابية ويجعلهم أكثر عرضة للاضطرابات العقلية والنفسية والسلوكية الحادة والإدمان والجرائم التي يتسبب بها كقتل الآباء والأمهات، فيمكن على سبيل المثال؛ أن تجري المدارس استطلاعا لدخل أولياء التلاميذ، وتسعى لتوفير الأجهزة الذكية للأطفال الفقراء ولو بأن تكون مستعملة من تبرعات بقية أولياء الأمور، وأيضا يجب تفعيل دور بنوك الطعام التي توفر الطعام مجانا للفقراء وإلزام كل سوبرماركت ومطعم وقصر أفراح بوضع ثلاجة بجواره لحفظ الطعام الزائد للفقراء، وأخيرا فرض عقوبات رادعة على العنف الأسري كإبعاد العنيف عن بيت الأسرة لفترة، وإلزامه خلال فترة الإبعاد بالخضوع لمعالجة نفسية سلوكية. [email protected]