عذرا سعادته في المختصر، لا يستطيع مقابلتكم، عبارة أصبحت تنافس العبارة الشهيرة (راجعنا بكرة)، تنافسها في الحدوث، فهل تنافسها في الكذب أيضا؟!. مكتب الموظف، مديرا أو رئيس دائرة أو وكيلا أو وزيرا، خصص لأداء العمل خلال ساعات العمل والإنتاج ومقابلة المراجعين، فهل من المناسب والمنطقي والعمل الصالح أن يكون للمكتب ملحق يسمى (مختصر)؟!، ومن أين جاءنا هذا المختصر؟! ولماذا؟!، وهل هو نظامي؟! وهل تقره الأعراف الوظيفية؟! وهل يعتبر سلوكا وظيفيا إيجابيا أم هو مدعاة للفساد؟!، أسئلة تستوجب الطرح الجاد. المؤكد أن (سعادته في المختصر) أصبحت في الغالب عبارة تستخدم للتصريف الكاذب للمراجع أو المحتاج لمقابلة المسؤول، وغني عن التذكير أن التصريف الكاذب هو تعويد لمديري المكاتب والسكرتارية على الكذب (بئس العادة وبئس التعويد وبئس القدوة)، والمسؤول حينما يقرر التخلص من مراجع يجد الكثير من الأعذار الكاذبة الدارجة التي تعود سكرتيره أو مدير مكتبه وجميع موظفي المكتب على الكذب، وتخلق قدوة سيئة، مثل (سعادته في اجتماع) أو خرج لمقابلة المحافظ أو الوزير أو مقابلة الأمير، لكن (سعادته في المختصر) أخطرها جميعا لأن المختصر في حد ذاته دلالة تخلف! وربما مدعاة فساد!، (مع من يختصر؟!) ولماذا؟! وما الذي يمكن فعله في المختصر ولا يمكن فعله في مكتب مستقل؟!. العالم المتقدم وأساليب الإدارة الحديثة تتجه اليوم إلى المكاتب الزجاجية التي يرى المراجع من خلالها انشغال المدير وتواجده، ويرى من خلالها المدير موظفيه في مكاتب تدخلها الشمس وتشع منها الشفافية!، فيجدر بنا ونحن ننطلق بقوة نحو الشفافية ومكافحة الفساد والرؤية الثاقبة أن نمنع تماما هذا (المختصر) ونلغي القائم من (المختصرات)، خصوصا أننا نختصر الزمن نحو تحول عظيم في كل صعيد.