هذه هي المرة الأولى في تاريخ ألمانيا ما بعد الخمسينات، التي تمنى فيها محادثات تشكيل ائتلاف حكومي بالفشل حتى الآن، المشاورات التي تترأسها المستشارة أنغيلا ميركل وصلت لطريق مسدود، والبديل هو الذهاب لانتخابات مبكرة، بعد أن أعلنت ميركل أمس الأول استعدادها للترشح مجدداً في حال إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، مبدية شكوكا كبيرة إزاء تشكيل حكومية أقلية، وهو الخيار الثاني المتاح لها للبقاء في السلطة. وقد وضع الحزب الديموقراطي الحر حدا للخلافات الدائرة منذ أربعة أسابيع، وتتعلق بملف اللاجئين والانسحاب التدريجي من استخدام طاقة الفحم والدعم المالي لمناطق ألمانياالشرقية والسماح لأسر اللاجئين بالحضور إلى ألمانيا، نفس الشيء واجهه حزب الخضر الذي سعى بجميع الطرق والمحاولات للوي ذراع الشركاء من المسيحيين الديموقراطيين برعاية ميركل والمسيحيين الاجتماعيين والأحرار بزعامة كريستيان ليندنر، الوجه الأكثر حضورا على الساحة السياسية، الذي وضع حدا «لمهزلة» مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي. والسؤال هو أين تكمن المشكلة؟ ولماذا لا توجد مرونة في هذه المفاوضات غير المتكافئة؟ والإجابة هي أن الأحزاب الصغيرة الثلاثة لا ترغب في فقدان قاعدتها الشعبية، فمزيد من التنازلات لحساب ميركل سيعود بخسارة أكبر بكثير من تشكيل ائتلاف حكومي يتم فيه تهميش هذه الأحزاب. أما في ما يخص ميركل، فإذا عقدت انتخابات تشريعية جديدة ، فستحاول تشكيل الحكومة على أرضية جديدة، خصوصا بعد رفضها الاستقالة، أما الخاسر الوحيد في احتمال عقد انتخابات جديدة فهو الحزب الاشتراكي الديموقراطي.