قال زعيم الحزب الديموقراطي الحر في ألمانيا كريستيان ليندنر إن حزبه لن ينضم الى ائتلاف حكومي مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، إلا إذا تغيّر توجه سياسة الحكومة. وبعد الانتخابات الوطنية التي أجريت الأحد، لا يزال المحافظون الذين تنتمي إليهم مركل هم الكتلة البرلمانية الأكبر، لكنهم تكبدوا خسائر لمصلحة اليمين المتطرف. ومع قرب البدء في محادثات تشكيل ائتلاف، لا يزال الخيار الواقعي الوحيد أمام مركل هو التحالف مع «الديموقراطي الحر» و «حزب الخضر» المدافع عن البيئة. لكن ثمة اختلافات بين «الديموقراطي الحر» و «الخضر» في قضايا مختلفة من الطاقة إلى الضرائب وأوروبا والهجرة، ما يعرقل الجهود أمام أي اتفاق على تشكيل ما يعرف باسم «ائتلاف جامايكا» في إشارة إلى الأسود والأصفر والأخضر، وهي ألوان علم جامايكا وفي الوقت ذاته ألوان الأحزاب الألمانية الثلاثة. وتتألف الكتلة المحافظة التي تنتمي إليها مركل من حزبها «الديموقراطي المسيحي» وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، مما يزيد تعقيد الأمور، إذ يمثل الحزبان عقبة في طريق الاتفاق على ائتلاف. وقال زعيم الحزب الديموقراطي الحر لصحيفة «دي فيلت»: «يمجد بعضهم جامايكا بوصفه مشروعاً سياسياً حالماً. هناك غالبية حسابية، لكن كل حزب من الأحزاب الأربعة له تفويضه الانتخابي. وسيتضح إذا كان هنا إمكان للجمع بين هذه التفويضات من دون تعارض». لكنه أضاف أن «السياسة ليست كالرياضيات»، مشيراً إلى أن حزبه سيظل في المعارضة إذا ساورته الشكوك. وقال: «يجب أن يعلم الجميع أن الحزب الديموقراطي الحر لن ينضم إلى ائتلاف، إلا إذا طرأ تغيير على مسار السياسة الألمانية». والسياسة حيال أوروبا هي إحدى النقاط التي تختلف في شأنها مواقف الحزب «الديموقراطي الحر» عن مواقف «المحافظين» و «الخضر» وإن كان حزب ليندنر يتحدث بنبرة توافقية منذ الانتخابات الأخيرة.