رغم أن ضمد من أكبر المحافظات في منطقة جازان من حيث الكثافة السكانية، إذ يقطنها ما يزيد على 80 ألف نسمة، إلا أنها تعاني من عدم توافر شبكة الصرف الصحي، فانتشرت مستنقعات المجاري، في الشوارع وغدت تصدر للأهالي الروائح الكريهة والحشرات. ولم تكتمل فرحتنا في ضمد بترسية تنفيذ مشروع الصرف الصحي على إحدى الشركات الوطنية، بكلفة 104 ملايين ريال، لتخدم ما يزيد على 30 حيا وحارة، بعد أن نفذت الشبكة خارج المحافظة في منطقة نائية بعيدا عن التجمعات السكانية، فأسقط في أيدينا، وتبددت فرحتنا بالمشروع، الذي انتظرناه طويلا. وتسلل القهر والألم إلى نفوس غالبية أهالي ضمد وهم يرون المشروع الحلم ينفذ بعيدا عنهم، ودون أن يستفيد منه أحد، وللأسف بات المشروع مثلا نموذجيا لهدر المال العام والفساد، ويستدعي الأمر فتح ملف التحقيق ومعرفة القائمين وراءه، ومحاسبتهم. نحن نعرف أن المشروع كان عليه مشرف ومقاول منفذ وإدارة المشاريع في منطقة جازان، إلا أننا لا نعرف أين كانوا حينما نفذت الشبكة خارج النطاق العمراني، وبتنا في ضمد نتساءل هل سنجد من يستمع إلينا ويصغي لندائنا، بعد أن يئسنا من الاستفادة من الشبكة، التي كلما مررنا بجوارها في المنطقة النائية نردد أغنية أم كلثوم «أحنا فين والصرف فين؟!». للأسف لا نزال نعتمد على الصهاريج في التخلص من الصرف الصحي، وهي انهكتنا ماديا، وفي حال لم نتمكن من توفيرها، تتدفق المجاري مشكلة مستنقعات تصدر لنا الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، رغم صرف الدولة 104 ملايين لمشروع لم ولن نستفيد منه.