فيما انقضت أربعة أعوام ونصف على حادثة وفاة ذياب آل جبار الذي يعزو ذووه وفاته إلى خطأ طبي وقع من طبيب أضحى مديراً عاماً للشؤون الصحية في إحدى المناطق، استمعت الهيئة الصحية الشرعية في منطقة نجران لأقوال جميع أطراف القضية. وعادت قضية ما بات يعرف ب«ضحية التكميم» إلى الواجهة من جديد، بعد تحرك الهيئة الصحية في المنطقة، فيما ظل الملف يتنقل بين اللجان طيلة 54 شهراً، في وقت حمل «حقيبة الصحة» ستة وزراء عجز فريقهم للوصول إلى فك أحجية الملف. وعلمت «عكاظ» من مصدر مطلع أن اللائحة التي تقدم بها وكيل والد «ضحية التكميم» تحوي تهماً من ضمنها إجراء المدعى عليه العملية «ولم تكن تنطبق عليه المعايير المطلوبة» كونه كان طبيباً مقيماً لا تتجاوز خبرته أربعة أعوام وليس استشارياً وفي ظل غياب مركز سمنة متخصص، ووقوعه في أخطاء مهنية، كما اتهمت اللائحة المدعى عليه بإجراء العملية بعد ساعات الدوام، إضافة إلى اتهام بالتزوير في أوراق التحقيق وتضارب التقرير الذي سلم لوالده مع تشخيص العملية المثبت في ملف المريض. وتتهم لائحة الدعوى المدعي عليه ب«العبث» في الأدلة لإخفاء السبب الحقيقي في وفاة «ضحية التكميم»، مستغلاً نفوذه ومنصبه في تحقيق ذلك. وامتنع وكيل والد «ضحية التكميم» علي آل حطاب عن الإدلاء بأي تصريحات صحفية كون الملف في عهدة الهيئة الصحية الشرعية كجهة عدلية حتى النظر في العقوبات بخصوص الخطأ الطبي وقضية التزوير والتجاوزات الإدارية بحق المدعى عليهم.وتنتظر أسرة ذياب آل جبار نتائج «الهيئة الصحية الشرعية» لتؤكد اتهاماتهم أو تنفيها في حق الطبيب (المدعى عليه وشركائه) الذي تسلم إدارة الشؤون الصحية بإحدى مناطق المملكة. ذياب.. أراد التخلص من السمنة فرحل قبيل زواجه! في غمرة استعداده لحفلة زفافه، قرر ذياب آل جبار إجراء عملية تكميم للمعدة كونه يعاني من السمنة المفرطة، ليذهب إلى مستشفى الملك خالد في نجران برفقة شقيقه، ولم يعلم حينها أن رحلته التي قطعها من منزله إلى المستشفى كانت الرحلة الأخيرة. وحسب الرواية المتداولة بين ذويه، فإن ذياب توفي نتيجة لخطأ طبي، ما دفع بأهله إلى طلب التحقيق في سبب وفاته، بعد أن تكشفت لهم بعض الجوانب. وعلمت «عكاظ» أن ذياب وأخاً أصغر منه أجري لهما عملية تكميم المعدة (ذياب وعايض)، بعد علمهما عن طريق إعلان بوجود فريق أمريكي مختص في إجراء تلك العمليات «بمستشفى الملك خالد إلا أن ذويهم اكتشفوا فيما بعد مغادرة الفريق المختص للمستشفى قبل إجراء العملية لذياب وعايض». وتعيش أسرة آل جبار أوضاعاً صعبة جراء تنقلاتهم المستمرة ومراجعاتهم للدوائر الحكومية طيلة الأربعة أعوام والنصف،إلا أن التفاؤل ما زال يحدوهم تجاه الهيئة الصحية الشرعية، في أخذ حق ذياب الذي خطفه الخطأ الطبي قبل زواجه بفترة وجيزة جداً.