في الوقت الذي اعتمد فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تسريع البت في القضايا المعلقة ب«كاس»، مطالبا الأندية بإغلاق أكبر عدد ممكن من القضايا حتى لا يتسلمها دفعة واحدة، يواجه نادي النصر مأزقا حقيقيا حيال قضاياه العالقة في «فيفا»، التي بُت في أمر نحو خمس منها، فيما لا يزال ينتظر خلال الأيام القادمة مزيدا من القضايا حيال مستحقات غير مدفوعة للاعبين ومدربين أجانب تم التعاقد معهم خلال المواسم الأربعة الأخيرة. كما يتطلب من إدارة النصر تأمين مبلغ لا يقل عن 20 مليون ريال بشكل عاجل لإغلاق ثلاث قضايا عاجلة صدرت فيها أحكام نهائية من لجنة الانضباط في الفيفا، تتصدرها قضية دفعة شراء بطاقة المهاجم البرازيلي هيرناني دي سوزا المقدرة بثلاثة ملايين و100 ألف يورو، المحكوم فيها لصالح نادي فلامنغو. وزادت القضايا النهائية الملزمة لإدارة نادي النصر بسدادها بحكمي «كاس» لمصلحة المهاجم البرازيلي التون برنداو بأكثر من ثلاثة ملايين ريال، فيما كانت آخر القضايا التي بت فيها ووصل خطابها بشكل رسمي لإدارة «العالمي» مستحقات المحترف البرازيلي باستوس البالغة أربعة ملايين ريال. ومن المنتظر أن تصل إدارة النصر خطابات أخرى من لجنة الانضباط في الاتحاد الدولي لقضايا حكم فيها لمصلحة اللاعب البرازيلي إيفرتون الذي احترف في العالمي موسم 2013 لكنه لم يكمل فترته، وبسبب خطأ إداري كان من المفترض رفع خطاب هروب بحق اللاعب، إلا أن «سهو» مدير الكرة حينها عن رفع المذكرة بحق اللاعب حوّل القضية لمصلحة إيفرتون الذي حكم له ب6.5 مليون ريال، وفق ما أعلنه الفيفا في وقت سابق. ولم تكن قضية إيفرتون وحدها التي حكم فيها من قبل فيفا؛ إذ أصدر حكما قبل فترة لمصلحة الأوروغوياني فابيان ستيانوف يقضي بدفع نحو مليوني ريال للاعب، بخلاف حقوق المدرب دانيال كارينيو التي تحدث عنها أكثر من مرة منذ وصوله للسعودية لتدريب نادي الشباب، البالغة نحو سبعة ملايين ريال، والتي ما زالت منظورة في الفيفا. فيما ستكون حصة المدرب الإيطالي فابيو كانافارو أكبر من كعكة النصر بقضايا الفيفا؛ إذ ينتظر أن يصدر حكم له بدفع 10 ملايين ريال وفق الأنباء المتواترة بعد إلغاء عقده الموسم قبل الماضي لسوء النتائج، رغم أنه لم يمض في تدريب النادي العاصمي أكثر من أربعة أشهر. ويتوجس النصراويون من صدور مزيد من الأحكام تجاه ناديهم من قبل لجنة الانضباط في «الفيفا»، إذ ما زالت قضية الكرواتي إيفان توميتشاك في طور التقاضي بعد أن رفع قضية تجاه النادي العاصمي يطلب فيها ما تبقى من عقده، رغم تأكيدات الإدارة النصراوية أن موقفها سليم. تلك القضايا المتلاحقة التي تستلزم من إدارة نادي النصر تأمين نحو 50 مليون ريال، دفعت رئيس الهيئة العامة للرياضة المستشار تركي آل الشيخ للخروج تلفزيونيا، مطالبا إدارة النصر بالتحرك والحفاظ على مكتسبات النادي، مشددا على أنه مراقب لهذه القضايا وتحركات الإدارة خلال الفترة القادمة. وتحاول الإدارة النصراوية تأمين المبلغ سواء عبر الدعم الشرفي أو عن طريق الرئيس وعدد من أعضاء الشرف، خصوصا أن ال«فيفا» أمهل إدارة النصر فترات زمنية مختلفة لكل قضية تبدأ من 10 أيام وتنتهي خلال شهرين لإقفال القضايا إما بالسداد أو الاتفاق على الجدولة، وفي حال عدم التزام النادي فإنه مهدد بعدد من العقوبات تبدأ بالإنذار والغرامات، وحسم النقاط، والمنع من التسجيل، وانتهاء بالهبوط لدوري الأمير فيصل بن فهد. وسعى المفاوض النصراوي خلال الأسبوعين الماضيين لمحاولة الوصول لصيغة اتفاق بجدولة المبالغ مع نادي فلامنغو، والمهاجم البرازيلي إلتون برنداو، إلا أن مساعيه فشلت مع النادي البرازيلي، فيما أبدى محامي إلتون مرونة بتقسيط مبلغه على دفعتين.