لم يكن حديث ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، وتأكيده أن ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ يعد عدواناً عسكرياً ومباشراً من قبل النظام الإيراني، وقد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملكة، إلا تشديدا على تجاوزات إيران وما تعانيه المملكة العربية السعودية من مخاطر بسبب نظام طهران وأذرعه الغادرة في اليمن. وجاء خطاب الأمير محمد بن سلمان هذه المرة مباشرا وصريحا أكثر من أي وقت مضى حيال التجاوزات الإيرانية، إذ إن «الحلم السعودي» استمر طويلا، ويكاد أن ينتهي بعد أن استنفدت المملكة العربية السعودية كل الطرق لإثناء أيادي التخريب عن الاقتراب منها. اللهجة الحاسمة التي يتكلم بها ولي العهد قطعت كل الآراء، إذ لم يعد هناك مجال لأي تأويلات لما ستنفذه المملكة بكل حزم وقوة لحماية أراضيها من عبث العابثين والمتآمرين، وهو ما انتهجته القيادة السعودية حيال التمرد الحوثي في اليمن وعلى حدود المملكة، فبعد أن قررت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن الإغلاق المؤقت للمنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية، أكدت على حق السعودية في الدفاع الشرعي عن أرضها وشعبها، في الوقت والشكل المناسبين الذي يكفله القانون الدولي ووفق ما نصت عليه المادة ال51 من ميثاق الأممالمتحدة. ولم يخرج سياق المتحدث باسم قيادة التحالف اللواء تركي المالكي عن سياق حديث ولي العهد مع وزير الخارجية البريطاني، فالتحالف وصف تزويد الميليشيات بالصواريخ الباليتسية بأنه بمثابة عدوان إيراني مباشر على السعودية، ويرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملكة، مطالبا المجتمع الدولي بمحاسبة إيران على انتهاكاتها، ودعا مجلس الأمن لاتخاذ كافة الإجراءات لمحاسبة إيران على انتهاك القرار 2216. وحول هذه القضية، شدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنه لا تسامح مع الإرهاب ورعاته، وذكر عبر حسابه في "تويتر" أن التدخلات الإيرانية في المنطقة تضر بأمن دول الجوار وتؤثر على الأمن والسلم الدوليين، ولن نسمح بأي تعديات على أمننا الوطني. مؤكدا احتفاظ المملكة بحق الرد بالشكل والوقت المناسبين على تصرفات النظام الإيراني العدائية. وشدد وزير الخارجية السعودي في تغريداته، على أن «الإرهاب الإيراني يستمر في ترويع الآمنين وقتل الأطفال وانتهاك القانون الدولي، وكل يوم يتضح بأن ميليشيا الحوثي أداة إرهابية لتدمير اليمن». ولم يغب عن الموقف ذاته وزير الدولة السعودية لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، إذ ذكر أن المملكة لن ترضى أن يكون لبنان مشاركا في حرب عليها، في إشارة منه إلى حزب الله الذراع الإيرانية في لبنان. وقال في تصريحات لقناة العربية إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أبلغ رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري تفاصيل عدوان حزب الله على السعودية. وأضاف: «ميليشيات حزب الله تشارك في كل عمل إرهابي يتهدد السعودية»، مؤكداً أن السعودية ستستخدم كافة الوسائل السياسية وغيرها لمواجهة ما أسماه «حزب الشيطان»، مشيراً إلى أن على الحكومة اللبنانية أن تعي خطر ميليشيات حزب الله على السعودية. وتابع السبهان: «سنعامل حكومة لبنان كحكومة إعلان حرب بسبب ميليشيات حزب الله»، موضحاً أن ميليشات حزب الله تؤثر في كافة القرارات التي تتخذها حكومة لبنان. وعلى الرأي ذاته، اعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، اعتبر أن استهداف الحوثي الفاشل للرياض بصواريخ باليستية إيرانية «تطور خطير»، يضع الأولويات في نصابها الصحيح، وأهمها أن خطر التمدد الإيراني هو التحدي الأول. وقال قرقاش على حسابه في «تويتر» أمس (الاثنين) إن خطر تحويل الحوثي إلى حزب الله جديد ماثل أمامنا، ورفضه للحل السياسي خلال الفترة السابقة يؤكد أن المرونة معه ليس هذا وقتها، تصعيده سيضره، لافتاً إلى أن الهجوم الباليستي الحوثي الإيراني على الرياض يجعل ملف الصواريخ الباليستية الإيرانية أولوية عاجلة، «لن نقبل بأن نكون تحت خطر هذا البرنامج». وشدد على ضرورة تعزيز الموقف الخليجي الموحد تجاه إيران قائلاً: «في هذا السياق من المهم تعزيز الموقف الخليجي الموحد تجاه الخطر الإيراني وعميله الحوثي، موقف المرتبك ومواقف الحياد ليس هذا مكانها أو زمانها». وفي تأكيد أمريكي على النهج السعودي - الخليجي الصارم حيال سياسة مواجهة إرهاب إيران، صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الميجر أدريان رانكين جالاوي، بتأكيد العمل مع الرياض ضد التطرف وزعزعة طهران لاستقرار المنطقة. وجاءت إشادة «البنتاغون» بالمملكة العربية السعودية للحفاظ على علاقات دفاعية قوية بين البلدين، وفضح المملكة دور إيران في اليمن وتزويد طهران للمسلحين الحوثيين هناك بأنظمة صاروخية، مشددا على العمل المشترك بين البلدين في ما وصفه ب«الأولويات الأمنية المشتركة» لتشمل العمليات القتالية ضد الجماعات المتطرفة العنيفة وإنهاء نفوذ إيران المزعزع للاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.