في وقت اعترفت فيه صحيفة «كيهان» المقربة من المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي بمسؤولية النظام عن إطلاق الصاروخ من الأراضي اليمنية ليستهدف العاصمة السعودية الرياض مساء السبت الماضي، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده لن تسمح بأي تعدّيات تستهدف أمنها. وقال الجبير، عبر حسابه في «تويتر» أمس، إن التدخلات الإيرانية تضر بأمن دول الجوار وتهدد الأمن والسلم الدوليين، مضيفاً أن الإرهاب الإيراني يستمر في ترويع الآمنين وقتل الأطفال وانتهاك القانون الدولي، و«كل يوم يتضح أن ميليشيات الحوثي أداة إرهابية لتدمير اليمن». وشدد الجبير على أن المملكة تحتفظ بحق الرد في الشكل والوقت المناسبين على تصرفات النظام الإيراني العدائية، مؤكداً أن لا تسامح مع الإرهاب ورعاته. في السياق ذاته، شدد وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة على أن إيران بحزبها وحشدها وعصائبها، تعد الخطر الحقيقي على المنطقة بأسرها، مشيراً إلى أن أفعالها تؤكد ضرورة كبحها وإزالة خطرها. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش، إن استهداف الحوثي الفاشل للرياض بصواريخ باليستية إيرانية تطور خطر يضع الأولويات في نصابها الصحيح، وأهمها أن خطر التمدد الإيراني هو التحدي الأول. وأضاف الوزير الإماراتي في تغريدات له على حسابه في «تويتر»، أمس (الاثنين): «خطر تحويل الحوثي إلى حزب الله جديد ماثل أمامنا، ورفضه للحل السياسي خلال الفترة السابقة يؤكد أن المرونة معه ليس هذا وقتها، تصعيده سيضره». واعتبر أن «الهجوم الباليستي الحوثي الإيراني على الرياض يجعل ملف الصواريخ الباليستية الإيرانية أولوية عاجلة، لن نقبل بأن نكون تحت خطر هذا البرنامج». وتابع في تغريداته: «وفي هذا السياق من المهم تعزيز الموقف الخليجي الموحد تجاه الخطر الإيراني وعميله الحوثي، موقف المرتبك ومواقف الحياد ليس هذا مكانها أو زمانها». إلى ذلك، أكدت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن حق السعودية في الدفاع الشرعي عن أرضها وشعبها في الوقت والشكل المناسبين، وهو الحق الذي يكفله القانون الدولي وفق ما نصت عليه المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة. وكانت السعودية أعلنت مسؤولية الحوثيين عن إطلاق الصاروخ الباليستي باتجاه الرياض مساء السبت الماضي، وجاء في بيان للتحالف: «ثبت ضلوع النظام الإيراني في إنتاج هذه الصواريخ وتهريبها إلى الميليشيات الحوثية في اليمن، بهدف الاعتداء على المملكة وشعبها ومصالحها الحيوية». ودعت القيادة، في بيان صحافي أمس، المجتمع الدولي إلى محاسبة إيران على انتهاكاتها، وأعلنت قرارها إغلاق المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية موقتاً، مشيرة إلى مراعاة استمرار دخول طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية وخروجها، وفق إجراءات قيادة قوات التحالف المحدّثة. وطالبت الجهات المعنية كافة بالتقيّد بإجراءات التفتيش والدخول والخروج من المنافذ اليمنية المحددة التي ستعلن لاحقاً، لافتة إلى أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية كافة في حق كل من ينتهك تلك الإجراءات. وفي المقابل، زعمت إيران في بيان لوزارة الخارجية أمس، أن الاتهامات الموجهة ضدها «واهية وتحريضية». وقال المتحدث باسم الوزارة بهرام قاسمي، إن إطلاق الصاروخ هو «رد مستقل، وليس ناتجاً من تصرف أي دولة أخرى أو إجراءاتها أو تحريضها». وفيما زعم قائد «الحرس الثوري» الإيراني اللواء محمد علي جعفري، أن «هذه الصواريخ التي تُطلق هي متعلقة باليمن نفسه، إذ قاموا هم أنفسهم بتطويرها وزيادة مداها»، اعترفت صحيفة «كيهان» المحافظة بمسؤولية النظام الإيراني، وكان عنوانها أمس «إطلاق صاروخ أنصار الله (الحوثيين) ضد الرياض، والهدف المقبل سيكون دبي». وفي عدن، أعلن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية أن حصيلة العملية الإرهابية التي استهدفت مبنى إدارة البحث الجنائي التابعة لشرطة عدن بلغت 18 قتيلاً و35 جريحاً. ونقلت «وكالة الأنباء اليمنية» عن المصدر أن قوات أمنية استكملت تطهير إدارة البحث الجنائي من العناصر الإرهابية، بعد أن تمكنت قوات الأمن من دخول معسكر شرطة النجدة (الدوريات) وتمركزت فيه، وانتشرت خلف مبنى إدارة البحث.