إذا كانت إيران أصل المشكلة في لبنان، فإن ميليشيا «حزب الله» الإرهابي هي وقودها وحجارتها الطائفية التي أحرقت لبنان واختطفته وجعلته رهينة بيد الإرهاب.. استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري جاءت بعد أن بلغ السيل الزبى وأصبح «حزب الله» ليس فقط مختطف الحكومة، بل مختطف الدولة اللبنانية حكومة ورئيسا وشعبا. وعليه فإن أي حكومة شريفة لن تقبل أن تكون مجرد «دمية أو كومبارس»، رهن إشارة فصيل ميليشياوي طائفي يدير لبنان. وهنا جاءت خطوة الاستقالة في الاتجاه الصحيح، لأن الحريري لن يقبل أن تكون حكومته في الظل، وأن تكون هناك دولة داخل الدولة تأخذ القرارات بمعزل عن أصحاب القرار الحقيقيين الذين أصبحوا مهمشين وأضحى «حزب الله» يدعم المتآمرين ضد لبنان وضد السعودية التي حرصت على سيادة وأمن واستقرار لبنان على مدى العقود الماضية. قصة عمالة «حزب الله» للنظام الإيراني قديمة، فيما عمالته ل«داعش» أصبحت واضحة ودعمه لنظام الأسد الدموي لم يعد جديدا.. واتخاذه الأرض اللبنانية كمنصة للتآمر على الأمة أضحى واضحا للعيان.. لبنان العربي الأصيل اعتمد سفيرا لبنانيا جديدا في سورية بعد الضغوط الإيرانية ومحاولة استثمار حزب الله الفاشل في نظام الأسد. ومخطئ من يحاول فرض أمر واقع في لبنان، لأن رجال لبنان الشرفاء لن يسمحوا بذلك وسيعملون على وجود سلطة فعلية لاستعادة لبنان من حزب الله الذي حوله لبؤرة إرهابية. لقد أساء المدعو نصرالله للبنان وللشعب اللبناني، كما أساء إلى السعودية التي وقفت مع لبنان في السراء والضراء، لكن هذه الميليشيا بسياساتها الطائفية وسيطرتها على السلاح تحولت لبؤرة إرهاب يجب استئصالها اليوم قبل الغد، وعلى المجتمع الدولي التحرك بقوة لاتخاذ عقوبات إضافية ضد هذا الحزب، الذي حول لبنان إلى ضاحية جنوبية تأتمر باسم نظام قم الذي دمر لبنان والمنطقة، وتبنىي موقف صارم من طهران التي تعتبر المسيطر الحقيقي على لبنان، وتجفيف منابع تمويل حزب الله من خلال فرض عقوبات جديدة وقاسية على شبكاته، للحد من قدرته على استعمال الأموال التي يدعم بها نشاطه. «حزب الله» في لبنان قصة تخريب وتدمير.. أما آن لهذا الشعب العربي الأصيل.. أن ينعتق من المؤامرة الإيرانية.