مازالت أطروحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في منتدى استثمار المستقبل، الذي عقد أخيرا في الرياض، والتي أكد فيها أن المملكة ستدمر أصحاب الأفكار المتطرفة، وتسعى للعودة إلى «الإسلام الوسطي المعتدل»، محور التحليل والدراسة في مراكز البحث في العالم الغربي، الذين اعتبروا أن السعودية المتجددة ماضية في تكريس قيم التسامح والتعايش والوسطية والاعتدال ولجم الإرهاب بجميع أشكاله، فضلا عن وقف تمويله وحريصة في نفس الوقت على الإصلاحات الاقتصادية والمجتمعية في إطار تنفيذ الرؤية السعودية 2030، والتي تهدف للانتقال إلى السعودية لمرحلة ما بعد النفظ، وهذا يحتم إجراء تغييرات في هيكلية الدولة لكي تتناغم مع الرؤية السعودية. تصريحات الأمير الشاب محمد بن سلمان تزامنت مع الإعلان عن مشروع مدينة «نيوم» برأسمال 500 مليار دولار، الذي يشتمل على إنشاء منطقة تجارية وتكنولوجية جديدة، ستكون بمثابة انطلاق السعودية نحو التحديث، متمسكة بقيمها الإسلامية، إلا أن بعض الأبواق الإعلامية في الخارج المدفوعة القيمة، مازالت تعمل على تشويه صورة السعودية عبر تقاريرها المغلوطة التي يتحصلون مقابلها على حقائب المال. ورغم شدة الحملات الإعلامية ضد السعودية في الخارج من خلال اللوبي الإعلامي وشركات العلاقات العامة المدعومة من النظامين الإيراني والقطري، والكتاب المأجورين، إلا أن هذه الأبواق فشلت في تحقيق مآربها التي تعتمد على أجندات خارجية وليس لها علاقة إطلاقا لا من قريب ولا من بعيد بمنطلقات وطنية، لأن المجتمع الدولي أصبح لديه قناعة بما حققته السعودية من خطوات في مجال مكافحة الإرهاب ونشر قيم التسامح والوسطية، وهذا ما أكده الأمير محمد بن سلمان في المنتدى وقوبل بالاستحسان داخليا وخارجيا، خصوصا أن المجتمع السعودي أصبحت لديه قناعة راسخة بضرورة إحداث إصلاحات اقتصادية ومجتمعية، باعتبار أن الفكر الذي يتبناه الأمير محمد بن سلمان عبر «رؤية 2030» سيسهم في انتقال السعودية إلى دولة لا تعتمد على النفط مصدرا وحيدا للدخل الوطني، هذه التصريحات التي يمكن أن نعلق عليها الآمال في الخروج من زمن التطرف الذي يهدد العالم إلى مرحلة السماحة والاعتدال والوصول إلى مصاف الدول العالمية. وللأسف الشديد فقد انبرت بعض القنوات التي تعتبر نفسها قنوات مهنية في الغرب والمحيط العربي، أيضا لاختلاق الأكاذيب كعادتها، فضلا عن الكتّاب الذين يعتبرون أبواقا لهذا الإعلام المعادي، بعد أن باعوا ضمائرهم وقيمهم من أجل دولارات معدودة لتنتقد هذا المشروع العملاق. نحن في السعودية لسنا ضد الانتقاد بل نرحب به كما قال الأمير محمد بن سلمان بنفسه في إحدى المناسبات لأحد الزملاء الكتاب بأن لا يبخل بانتقاد مشروع نيوم.. ولكن عندما يكون الانتقاد مدفوع القيمة في مواقع وصحف معادية تبث سمومها ضد السعودية، لتحقيق مآرب سياسية، فهذا غير مقبول. لقد تبين الخبيث من الطيب وعرفنا أصدقاءنا من أعدائنا وعلمنا من يرصد ملايين الدولارات لإنفاقها على العديد من وسائل الإعلام العالمية ومراكز الأبحاث والمؤسسات والهيئات في الغرب، لاستمالتها لتبني رؤيتها وأجندتها الساعية لتشويه صورة السعودية، وعلى رأس هذه الجهات النظامان الإيراني والقطري، اللذان يرغبان في نشر التطرف والدمار داخل الشرق الأوسط. والسعودية في سياساتها لا تلتفت إلى الرعاع الذين باعوا وطنهم وضميرهم بثمن بخس. خلاصة القول «حراك محمد بن سلمان ماضٍ نحو التسامح شاء من شاء وأبى من أبى».