أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) في بيان نشر على موقعها أمس (الأربعاء) الإفراج عن 470 ألف ملف إضافي كانت بحوزتها، خلال المداهمة التي قامت بها قوات أمريكية خاصة على مجمع بباكستان، كان يقيم فيه زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وقتل أثناء ذلك الهجوم. وقال مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو إن الإفراج عن رسائل القاعدة، ومقاطع الفيديو، والملفات الصوتية، وغيرها من المواد التي تم استخراجها من الأقراص الصلبة للحاسوب الذي وجد في مقر أسامة بن لادن، يوفر الفرصة للشعب الأمريكي للحصول على مزيد من المعلومات حول خطط وعمل تلك المنظمة الإرهابية. وأوضح أن بعض المواد لم تُنشر لأنها قد تضر بالأمن القومي، أو أنها فارغة، أو معطوبة، أو مكررة، أو أنها تحتوى على مواد إباحية، أو أنها محمية بموجب قوانين النشر. ويظهر مقطعان من مقاطع الفيديو التي تم الإفراج عنها حديثا مشاهد من حفلة زفاف حمزة نجل بن لادن، وبدا شابا صغيرا للمرة الأولى. في إشارة إلى أن الصور ليست حديثة. وتظهر مقاطع الفيديو هذه عددا من كبار الشخصيات في تنظيم القاعدة، بمن فيهم محمد إسلامبولي، شقيق قاتل أنور السادات، الذي كان يعيش في إيران منذ فترة ما بعد 9/11، وفي الآونة الأخيرة، انتقل إلى تركيا. ومن جهتها، ذكرت مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات على موقعها أن (السي آي ايه) كشفت عن وثيقة من 19 صفحة لم يسبق لها مثيل، تحتوي على عمق علاقة تنظيم القاعدة مع إيران، توضح أنها عرضت على بعض القادة في تنظيم القاعدة كل ما يحتاجونه، بما في ذلك المال والأسلحة والتدريب في معسكرات حزب الله في لبنان، مقابل ضرب المصالح الأمريكية في السعودية والخليج. وأن المخابرات الإيرانية سهلت سفر بعض أفراد التنظيم ومنحتهم تأشيرات الدخول، بينما كانت تؤوي آخرين. كما ساعدت القيادي في تنظيم القاعدة أبو حفص الموريتاني، وهو إيديولوجي مؤثر قبل هجمات 11 سبتمبر 2001، على إيجاد ملاذ آمن لرفاقه «الجهاديين» داخل إيران، ما يؤكد أن القاعدة ليست في حالة حرب مع إيران وأن بعض مصالحهما تتقاطع، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالعداوة لأمريكا. ووصف بن لادن في رسالة أصدرت سابقا إيران بأنها «الشريان الرئيسي للأموال والأفراد والاتصال». وعلى الرغم من وجود بعض الخلافات، إلا أن إيران واصلت تقديم الدعم الحاسم لعمليات القاعدة. وذكرت المؤسسة أن من المرجح أن هناك المزيد من الملفات التي تكشف عن علاقة تنظيم القاعدة مع إيران، ما زالت موجودة بحوزة وكالة الاستخبارات الأمريكية.