سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أجهزة الاستخبارات فشلت وينبغي إصلاحها والولايات المتحدة لم تكن مستعدة قبل "اللحظة الفريدة" إعلان التقرير النهائي عن "11 سبتمبر" وبوش يتسلم نسخة واعدا بتنفيذ التوصيات
أعلنت اللجنة الوطنية الامريكية للتحقيق في "هجمات 11 ايلول سبتمبر" 2001 ، امس الخميس أن الحكومة الأمريكية عانت اخفاقات في التصور والسياسة والقدرات والادارة أيضا، وأشارت الى أن الولاياتالمتحدة لم تكن مستعدة عندما تعرضت لهذه الهجمات ولم تكن نشيطة الى حد كاف لمواجهة الارهابيين وأوصت في تقريرها النهائي، باجراء تغييرات واسعة على اجهزة الاستخبارات وطالبت على الأخص بإصلاح وكالة الاستخبارات (سي آي ايه). بوش يتسلم نسخة وتسلم الرئيس الامريكي جورج بوش نسخة من التقرير الذي استغرق إعداده عامين، شاكرا جهود اللجنة وواعدا بتنفيذ بعض "التوصيات المفيدة" التي احتوى عليها التقرير وقال "عندما تستدعي الحاجة أن تتخذ الحكومة إجراء فإنها ستفعل". وفي تقريرها الذي جاء في 567 صفحة، دعت اللجنة المؤلفة من عشرة اعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بعد عامين من التحقيقات، الى تأسيس مركز قومي لمكافحة الارهاب لتوحيد التخطيط الاستخباراتي والعملياتي تحت اشراف مدير قومي للاستخبارات. ووجهت اللجنة ادانة واسعة للاستخبارات الامريكية والدفاعات الجوية في الهجمات على مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون التي خلفت حوالى ثلاثة الاف قتيل. ملخص التقرير وجاء في ملخص للتقرير، ان ما نستطيع ان نقوله بثقة هو انه لم تنجح اي من الاجراءات التي تبنتها الحكومة الامريكية منذ عام 1998 وحتى عام 2001 في اعاقة او حتى تأخير تقدم مؤامرة تنظيم القاعدة. واضاف في كافة انحاء الحكومة، كانت هناك اخفاقات في التصور والسياسة والقدرات والادارة. وانتقد تقرير اللجنة وكالة المخابرات المركزية التي تتعرض بالفعل لانتقادات شديدة بسبب قصور معلوماتها المخابراتية فيما يتعلق باسلحة العراق المحظورة قبل حرب العام الماضي ولفشلها في ادراك حجم التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة الذي نفذ الهجمات. وانتقد التقرير اساليب الوكالة بوصفها من اساليب"الحرب الباردة" التي سادت العالم عقب الحرب العالمية الثانية واستمرت أربعة عقود. لحظة فريدة وشرح رئيس لجنة التحقيق توماس كين في مؤتمر صحفي عقب صدور التقرير، ان تقرير اللجنة يورد عددا من النواقص. ووصف أحداث 11 سبتمبر بأنها كانت لحظة فريدة لايمكن مقارنتها بالهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في بيرل هاربور عام 1941. وقال إن الولاياتالمتحدة فشلت بعد الهجمات في قتل او أسر بن لادن أو الحاق الهزيمة بمنظمة القاعدة، متهما مرة أخرى اجهزة المخابرات بانها لم توزع المعلومات بينها وانه لم يكن هناك تنسيق بين المنظمات المسؤولة عن الهجرة وخفر السواحل. وقال إنه لايوجد مسؤول بعينه يمكن تحميله المسؤولية لأن المسؤولية تشمل جميع المنظمات ولكن المهم هو النظر الى المستقبل لتجنب وقوع اي هجمات مماثلة قد تكون اكبر. وتابع كين قائلا، وجدنا اناسا دخلوا الاراضي الامريكية بخلاف ما يجب ووكالات استخبارات لم تتقاسم المعلومات وتدابير تقاعست الحكومة عن اتخاذها، لكن هل يمكن التأكد من ان احد هذه العوامل او حتى كلها كان من الممكن ان تؤدي الى تفادي الهجمات لو نفذت على ما يرام، هذا ما لا يمكنني قوله، نظن ان الامر ممكن، لكن لم يكن بوسعنا التوصل الى استنتاج مؤكد. ولا نعتقد ان الوقائع تبرر استنتاجا واحدا مبرما في هذا الموضوع. العراق بريء وأعلن توماس كين من جهة ثانية، أن العراق لم يلعب اي دور في هذه الاعتداءات رغم ان اتصالات جرت في وقت سابق بين العراق والقاعدة. وقال لم نجد اي رابط اطلاقا بين العراق واعتداءات 11 ايلول سبتمبر رغم اتصالات جرت سابقا بين نظام صدام حسين وتنظيم اسامة بن لادن، جرت محادثات على مدى بضع سنوات نجحت في بعض الاحيان وفشلت احيانا اخرى. واكدت اللجنة في تقريرها النهائي انها لم تعثر على اي دليل يشير الى ان هذه الاتصالات تحولت الى علاقة تعاون عملانية. خطوة نادرة وفي خطوة نادرة، عقد مسؤولون كبار في وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي ايه)، أمس الأول، مؤتمرا صحافيا عشية نشر التقرير، مؤكدين عزم الوكالة على مواصلة حماية البلاد من هجمات في المستقبل، في وقت تتحدث الاوساط السياسية عن اعادة تنظيم اجهزة الاستخبارات الامريكية. ورغم إقرارها بإخفاقات، حاولت وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي آي ايه) أن تدافع عن نفسها، معتبرة أنها حذرت من احتمال استخدام ارهابيين لطائرات مختطفة قبل وقوع الهجوم الكبير. وقال مسؤول في وكالة المخابرات المركزية طلب عدم ذكر اسمه من الصحفيين ان الوكالة ترفع دوريا تقارير بشأن تهديدات للطيران المدني بما فيها الخطف. إنذار مبكر وتحدث مسؤول وكالة المخابرات المركزية يوم الاربعاء شريطة عدم نشر تصريحاته الا بعد صدور التقرير. وقال ان وكالة المخابرات المركزية مدت في عام 1999 الهيئة الاتحادية للطيران المدنية بصيغة تستخدمها في ابلاغ مسؤولي شركات الطيرات تقول "ما زال اسامة بن لادن مهتما باستهداف مصالح امريكية بما فيها اهداف على اراض امريكية، انه مستعد بشكل جيد لدراسة القيام بعمليات اختطاف افراد وطائرات اضافة الى تنفيذ تفجيرات". وأضاف المسؤول ان كل تلك التحذيرات اضافة الى تقارير مخابرات اخرى ذات طبيعة مماثلة تم خلال تلك الفترة توفيرها في الوقت المناسب لعمل شيء بشأنها ولم يكن الوقت قد فات، فقد كان يمكن للصناعة اتخاذ تدابير مضادة .. ومن هنا فقد كنا في التوقيت السليم ونتابع الهدف. انتصار النظريات وفند ما خلصت اليه اللجنة من ان جورج تينيت لم يضع استراتيجية ادارية لشن حرب ضد الارهاب قبل هجمات 11 سبتمبر، قائلا ان التأكيدات في هذا التقرير تمثل انتصارا للنظرية على الواقع، إن اللجنة تجاهلت توجيهات مدير وكالة المخابرات المركزية في عامي 1998 و1999 كما تجاهلت توصيف اللجنة ذاتها للخطة التي وضعتها وكالة المخابرات المركزية عام 1999 لملاحقة اسامة بن لادن. وأضاف، لا نعرف كيف يمكن توثيق استراتيجية مدير المخابرات المركزية لادارة اجهزة التخابر ووكالة المخابرات المركزية بدقة اكبر مما فعلنا خلال عام ونصف العام من عمل اللجنة. ويبدو أن محاولة (سي آي ايه) الدفاع عن نفسها تهدف الى وقف توجيه مزيد من الانتقادات الى الوكالة التي استقال مديرها جورج تينيت مؤخرا بسبب موجة الانتقادات المتواصلة لأدائها. إصلاحات مبدئية ورغم اعتراف المسؤولين في الوكالة بوقوع عدد من الاخطاء خلال الاشهر التي سبقت الاعتداءات، غير انهم شددوا على الاصلاحات التي جرت منذ خريف 2001 من تقارب مع مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) واعادة تأهيل الانظمة المعلوماتية وزيادة عدد الجواسيس العاملين ميدانيا. وردوا الاتهامات الموجهة الى موظفي الوكالة بانهم لم ينقلوا معلومات الى نظرائهم في وكالات استخبارات اخرى وخصوصا ال (إف بي آي)، وبانهم فشلوا في اعتماد استراتيجية شاملة لمكافحة الارهاب قبل 11 ايلول سبتمبر 2001. وقال مسؤول معلقا على مقطع من التقرير يشير الى فشل الانظمة المعدة لرصد الاعتداءات المفاجئة، ان هذه الآليات صممت في اطار الحرب الباردة وهي غير قادرة على رصد اعتداء ارهابي. خلل جوهري وقال لم تكن تناسب اطلاقا الخطر الارهابي الذي نواجهه اليوم. واعترف بأن الوكالة فشلت في ادراج اسماء اثنين من خاطفي الطائرات في 11 ايلول سبتمبر 2001 على لائحة المشتبه بهم الذين يتحتم مراقبتهم بعد مشاركتهما في اجتماع لتنظيم القاعدة في ماليزيا، غير انه نفى ان تكون سي اي ايه احتفظت بهذه المعلومات. وقال ان الخلل الجوهري في عملنا ليس اننا احتفظنا بمعلومات بل اننا لم ندرك اهمية المعلومات التي كانت بحوزتنا ولم نتصرف بالطريقة المناسبة حيالها. واكد مسؤولو الوكالة انهم لم يطلعوا بعد (حتى أمس الأول) على استخلاصات وتوصيات التقرير، غير انهم اعتبروا انه ينجح تماما في وصف وقائع الملف وهو متوازن بشكل جيد. غير انهم ابدوا حذرا حيال ما عبر عنه سياسيون كثيرون من رغبة في اعادة تنظيم اجهزة الاستخبارات الامريكية الموزعة على 15 وكالة والتي تعتبر اهم شبكات التجسس وافضلها تمويلا في العالم، باستحداث منصب مدير للاستخبارات برتبة وزير. وقال احد المسؤولين ليس هناك توجه بين المسؤولين الكبار هنا الى رفض هذه الفكرة، ولا الى اقرارها بدون طرح اسئلة جدية. واضاف علينا ان نتحقق بانه لا يتم الاكتفاء بتبديل خانات على جدول. ورأى مسؤول ان اي اصلاح في المستقبل يجب ان يتم خارج الاطار السياسي، مثل تحديد صلاحيات مدير الوكالة بشكل ثابت. كما شدد المسؤول على وجوب منح مدير السي اي ايه او وزير الاستخبارات الوطنية في حال استحداث هذا المنصب نفوذا واسعا في مجال الموازنة وتجنيد العناصر والاستخبارات العسكرية، في حين ان العديد من هذه القرارات يعود حاليا للبنتاغون. بوش يوجه أذنه للصحفيين في حديقة البيت الأبيض برج التجارة يودع العالم في (اللحظة الفريدة) التي تكلم عنها كين