اتهم وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، النظام الإيراني بهدم مساعي الحل في اليمن وإفشال جميع المفاوضات السياسية وخرق القرارات الدولية، مؤكداً أن إيران "الراعي الأكبر للإرهاب في العالم" أرادت تغيير وجه اليمن بدعم وتهريب الأسلحة لمليشيات الحوثي وصالح. وقال الجبير في كلمته خلال ترؤسه ومعالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول الركن عبدالرحمن بن صالح البنيان أعمال اجتماع أصحاب المعالي وزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان العامة للدول الأعضاء في التحالف لدعم الشرعية في اليمن، أمس، بالرياض إن مليشيات الحوثي وصالح منعت المستشفيات من علاج المعتقلين لديها وتعريضهم للأمراض الفتاكة، موضحاً أنها لازالت تنتهك كل قواعد القانون الدولي الإنساني ونصوصه وأعرافه. وأكد الجبير أن المملكة العربية السعودية تتعامل بجدية مع تحديات الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها ودعم المساعي الدولية لمبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، مشدداً على ضرورة الحل وفق قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني. وبين الجبير أن ميليشيات الحوثي وصالح نهبت أطناناً من المساعدات التي تصل إلى ميناء الحديدة، وهاجمت أكثر من 65 سفينة و124 قافلة إغاثية وأكثر من 600 شاحنة مساعدات، مؤكداً في الوقت ذاته أن التحالف أمام هذه الحقائق والجرائم والخروقات ازداد إصراراً على إنقاذ اليمن وتجفيف منابع الشر والإرهاب. ونقل وزير الخارجية تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، للمشاركين في الاجتماع مع تمنياتهم بأن يحقق هذا اللقاء الخير لليمن الشقيق في حاضرة ومستقبله. المخلافي: مشروع الحوثي طائفي وإيران تمولهم بالصواريخ وأشار الجبير إلى أن ميليشيا الحوثي وصالح حاولوا اختطاف اليمن وارتكبوا الجرائم بحق الشعب اليمني وتعدوا على أمن جيران اليمن وخصوصاً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واستهدفوا المسجد الحرام بمكة المكرمة بالصواريخ في استفزاز لمشاعر المسلمين في كل مكان، إضافة إلى تهديدهم المستمر لأمن المنطقة، مما أدى إلى التدخل العسكري بعد هذه التجاوزات التي لم تتوقف. وخاطب الجبير حضور الاجتماع بقوله "نحن أمام ميليشيا انتهكت الطفولة وتسببت بالفقر والجوع والمرض، وحرمت أكثر من 4.5 ملايين طفل يمني من التعليم، وجندت أكثر من ألف طفل في صفوفها"، مضيفاً الجبير بقوله إن المليشيا دمرت المنازل واستهدفت المدن والمدنيين وزرعت الألغام الأرضية. إلى ذلك أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن بلاده لن تسمح بأي حال من الأحوال بأن يتم تهديد أمن المملكة العربية السعودية الذي يرتبط ارتباطاً عضوياً بالأمن القومي المصري. وقال شكري، في كلمته التي وزعتها وزارة الخارجية المصرية، "إن مصر شاركت في تحالف دعم الشرعية حماية للأمن القومي العربي، وهي مستمرة في دعمها للحكومة الشرعية في اليمن، كما أنها لن تسمح بأي حال من الأحوال أن يتم تهديد أمن المملكة العربية السعودية، الذي يرتبط ارتباطاً عضوياً بالأمن القومي المصري". وأكد شكري "أن كل محاولة للهروب من استحقاقات الحل السياسي، أو القفز للأمام عبر توسيع نطاق المعارك، أو استخدام الصواريخ الباليستية، سواء ضد أهداف داخل اليمن أو لتهديد أمن السعودية الشقيقة، لن تقبلها مصر، وستشارك مع أعضاء التحالف لدعم الشرعية في اليمن في التصدي لها بمنتهى الحزم، وستطالب المجتمع الدولي بتحمل مسئوليته تجاه وقف هذه الممارسات العدوانية بشكل فوري. رئيس هيئة الأركان: التحالف قطع أذرع طهران وحمى الملاحة البحرية وشدد "شكري" على أن مصر لن ترتضى بديلاً للحل السياسي الشامل في اليمن، وفقاً لمرجعياته الأممية المعروفة، مشيراً إلى أنه قد آن الأوان لكي تنتهي المأساة المستمرة منذ سنوات في هذا البلد الشقيق، وأن تتوقف محاولات الخارجين عن الشرعية في استخدام الأراضي اليمنية كمنصة لتهديد أمن المنطقة والعالم، وكمسرح عمليات للمنظمات الإرهابية. من جهة أخرى أكد معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول الركن عبدالرحمن بن صالح البنيان أن قيادة التحالف مصرة على تمكين الشرعية اليمنية من كافة الأراضي اليمنية، وإيقاف استيلاء ميليشيات الحوثي وصالح على الشرعية، وكذلك قطع أذرع التمدد الإيراني في المنطقة وحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وإعادة الشرعية للعاصمة اليمنية صنعاء. وأشار البنيان إلى أن الميليشيات تهدد أمن المملكة بالصواريخ البالستية بتمويل ودعم غير محدود من إيران، مؤكداً أن قوات التحالف تتوخى الدقة لحماية المدنيين في اليمن وفق قواعد اشتباك واضحة ومحددة وآليات متطورة ومدروسة، وموضحاً أن غاية التحالف العربي النهائية عودة الاستقرار إلى اليمن. من جانب آخر أكد وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي أن تحالف الدول الداعمة للشرعية اليمنية يزداد إصراراً على إنقاذ اليمن وتجفيف منابع الشر، مبيناً أن الحوثيين فرضوا الحرب في اليمن باقتحامهم العاصمة صنعاء منذ ثلاث سنوات. وقال المخلافي إن التحالف العربي استعاد 80% من الأراضي اليمنية بتضحيات الجيش اليمني ودول التحالف. وأكد المخلافي أن ميليشات الحوثي تنتهك الدستور وتنفذ الأجندة الإيرانية في اليمن، مبيناً أن مشروعهم طائفي إيراني مسير، ومستشهداً بمد إيران للميلشيات بالصواريخ البعيدة المدى في محافظة صعدة. وطالب وزير الخارجية اليمني بممارسة ضغوطات حقيقية وفعالة على إيران التي تزعزع أمن المنطقة، مبيناً أن المشروع الإيراني سينكسر بسبب رفض الشعب اليمني وشعوب العالم للانقلابات. وأعلن المخلافي تمسك الشرعية اليمنية بالمبادرات الخليجية والقرارات الأممية بشأن اليمن، داعياً في الوقت ذاته إلى دعم جهود الأممالمتحدة كمسار وحيد لتحقيق السلام ومنع هذه الميليشيات التي استولت على 70% من موارد اليمن. شارك في الاجتماع، وزراء الخارجية، ورؤساء هيئات الأركان العامة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية، ومملكة البحرين، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية جيبوتي، وجمهورية السودان، وجمهورية السنغال، ودولة الكويت، والمملكة المغربية، ومملكة ماليزيا الاتحادية، والجمهورية اليمنية. كما حضر الاجتماع رؤساء عدد من المنظمات الدولية والإنسانية، وسفراء عدد من الدول الصديقة والشقيقة.