فتح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أبواب المستقبل أمام السعودية والعالم أمس، بحضور أكثر من 2500 من الشخصيات المؤثرة وقادة الأعمال والصناديق الاستثمارية في أكثر من 60 دولة، بإطلاقه مشروع مدينة «نيوم»، على ساحل البحر الأحمر، باستثمارات تصل إلى 500 مليار دولار يقدمها صندوق الثروة السيادي السعودي، ومساهمات مستثمرين محليين وعالميين. وشدد ولي العهد، لدى افتتاحه «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالرياض أمس، على أن «كل ما حولنا يتأثر ويتغير بسبب التقنيات الجديدة، فيما يدفعنا نحو التخطيط المستقبلي». وأشار إلى أن تطورات ربع القرن الماضي «لا يمكن أن تقارن بما سيطرأ من تطورات خلال العقد القادم، في علوم الربوتات، والذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والهندسة الحيوية». ووصفها بأنها «فرص، وليست مخاطر». وأكد أن المملكة وضعت نفسها على خريطة الاقتصاد العالمي، وباتت تتبوأ مركزاً مؤثراً، ومحوراً يربط 3 قارات بعضها ببعض. وزاد أن جميع مناطق المملكة ستشهد نقلات تنموية. وقال إنه يفتخر بقيم ودهاء وعزيمة «سكان الصحراء». وأثار حديثه عاصفة من التصفيق بعدما قال: الشعب السعودي أولاً. وأضاف: أنا واحد من 20 مليوناً، وأنا لا شيء بدونهم. وشدد على أن السعودية عازمة على مواصلة تدمير الأفكار المتطرفة. وقال: لن نضيع 30 عاماً أخرى في التعامل مع الأفكار المتطرفة. وذكر أن السعودية لم ينتشر بها مشروع الصحوة إلا بعد 1979؛ مشدداً على (أننا) سنعود إلى ما كنا عليه من الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح. وزاد: بالإنسان السعودي نحقق الهدف. وأكد أن أحلام القيادة لوطنها وشعبها كبيرة. وأوضح أن السعودية ستسعى لاستقطاب المبدعين، الذين سماهم ولي العهد «العقول الحالمة». وأكد أن التحدي أمام «نيوم» كبير جداً، «ولكننا برجال الأعمال والمستثمرين في المملكة، والإنسان السعودي قادرون على تجاوز التحديات وتحقيق الهدف». وأوضح أن الطلب على النفط سيزداد في السنوات القادمة، وأن استخدام الطاقة الشمسية لا يعني انخفاض الطلب على النفط. وتقع «نيوم» شمال غرب المملكة، على مساحة 26500 كيلو متر مربع. وستكون «مؤتمتة» بالكامل، وستقدم فيها أرقى خدمات معيشية. وستكون أنظمة «نيوم» مستقلة عن بقية المملكة، عدا السيادية منها. وأعربت هيئة كبار العلماء، في «تغريدة» أمس، عن تأييدها مشروع «نيوم»، لترسيخ ريادة السعودية عالمياً وعلمياً.