أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن المملكة لديها اليوم فرص كبيرة للاستثمار، من خلال صندوق الاستثمارات العامة، ونستهدف تطوير القدرة الاستثمارية في مشروع مدينة نيوم ليصل إلى 500 مليار دولار، إذ إنها تتمتع بموقع مميز، مدعوم بمشاريع تحتية تشمل النقل البحري والجوي، كما أن 10% من التجارة العالمية تمر في البحر الأحمر، فيما تتمتع المملكة بطبيعة خلابة، ووديان وسهول وشواطئ وجزر وشعاب، يكسو الثلج جبالها في الشتاء، وتشهد أجواء معتدلة أقل من 10 درجات عن بقية المدن المجاورة، كما أن لدى المملكة ولله الحمد الإرادة السياسية القوية والرغبة الشعبية، ما يعني أن كل شيء مهيأ في المملكة، علاوة على احتوائها على أرض شبه خالية، ما دفعنا للتفكير في بناء مدينة جديدة بجيل جديد، وطرق جديدة، مدعومة بالخدمات الصحية وغيرها من الخدمات المبتكرة، وبمشاركات ومبادرات من الشركات المحلية ورجال الأعمال، لنقل العالم وتوجيه استثماراته إلى موقع جديد بالمملكة. وأضاف: عملنا مع مجموعة من الأصدقاء في الفترة الماضية على هذا المشروع، لتحقيق هذا الحلم الكبير لبناء أكبر شرائح طاقة شمسية في العالم، كما نرغب في تأسيس أهم الصناديق الاستثمارية في العالم، لخلق فرص بشرية بشكل مختلف، وضخ دماء كبيرة في المشروع، واستيعاب عدد كبير من الشباب، في واحد من المشروعات التي ستغير الكثير في العالم، ولدينا شركاء يعملون بشكل قوي لبلورة هذه الفكرة، لتحقيقها على أرض الواقع، فكل عناصر النجاح موجودة لخلق شيء جديد، وأهم عنصر لدينا هو الشعب السعودي، وإرادة الشعب السعودي. الشعب الذي يعيش في هذه الصحراء، لديه الكثير من القيم والمبادئ والركائز، ولأنه عاش في الصحراء لمدة طويلة فلديه نقطتان مهمتان؛ لديه صبر وعزيمة جبارة للوصول إلى أي شيء، كما أن شعبنا وشبابنا مخترع ومبتكر، وسنعمل سويا للوصول بالمملكة إلى آفاق بعيدة في العالم، وباختصار، فالفرق اليوم في المدينة الجديدة كالفرق بين الهواتف القديمة والهواتف الجديدة. وأردف ولي العهد: الموقع ولله الحمد يتميز بشمس كافية لخلق طاقة للشمس، ويضم أفضل المواقع للرياح في الشرق الأوسط، يمكن استخراج 200 ألف برميل نفط في الموقع نفسه، غير الموارد الكبيرة للغاز في الموقع، وأعتقد أن الأغلبية اطلعوا على خبر اليوم وما هي الركائز التي يمكن الاعتماد عليها لخلق ذلك، وهناك فرص كثيرة للعمل عليها، ونعمل مع الحالمين، ممن يريدون خلق شيء جديد في هذا العالم، فنحن عادة نخطط ما لدينا بتقنيات المستقبل، لا يمكن لأي مدينة في العالم استخدام التكنولوجيا دون بنية تحتية، ونحن نعمل لتحقيق ذلك، وهناك فرصة لتحقيق النجاح والبناء من الصفر، فلن يستطيع أحد أن يدمر مدينة بالكامل وإعادة بنائها، ولكن بالإمكان أن نؤسس مدينة حديثة من الصفر. وتابع: المشاريع داخل نيوم، تستهدف الإنسان، وسنقدم فيها قطاعات تقليدية وغير تقليدية، وهي 9 قطاعات، بعضها تقليدي وبعضها جديد، لرفد القطاعات المختلفة في العالم في المستقبل القريب، ولأن المدينة لا تضم سكانا في الوقت الحالي، فقد عملنا على صياغة أنظمة لتحفيز رجال الأعمال في المشاركة والاستثمار في المدينة، باعتبارها أول تجربة تخدم رجال الأعمال في بيئة تشريعية يحتاجونها ويعملون فيها. وللحق نحن أمام تحد كبير، فالحلم سهل، وتحقيقه صعب جدا، نحن نجمع العديد من المبدعين والمختصين في العالم لصنع شيء جديد، وهذا الشيء سيحتاج وقتا طويلا، وهذا جزء من التحدي، فنحن تحت ضغط لإنشاء شيء كبير في وقت قصير، ولا نريد أن نأتي بعد 15 سنة ونشعر بأنه كان بالإمكان تحقيق شيء كبير، لذا نعمل بمشاركة العديد من دول العالم، وسنجتاز هذا التحدي في الوقت المناسب إن شاء الله. وأبدى الرئيس التنفيذي المؤسس في شركة بلاكستون الأمريكية ستيفن شوارز سعادته بمشاركة الحوار مع ولي العهد قائلا: لدى المملكة فرصة كبيرة للانطلاق نحو مدينة متقدمة كما حدث في شيكاغو، كاستخدام أحدث التكنولوجيات، واستحداث فنادق ومراكز ترفيه جديدة، وهناك فرصة كبيرة لاستقطاب الناس من كافة أنحاء العالم والمنطقة للمدينة الجديدة، وهي فرصة مهمة أعتقد أن كل من يهتم بالرؤية يجب أن يفاجأ بما تعمل المملكة على القيام به، فتهانينا للمملكة وقيادتها. من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لمشروع مدينة نيوم كلاوس كلايفلند: لولا رؤية المملكة ما كنا لنجلس هنا، الرؤية مهمة، والأمر يتعلق بالقدرات الخاصة بتنفيذ هذه الرؤية، وذلك يكتسب أهمية حاسمة، سأتحدث عن هذا المشروع، عندما زرت الموقع، الأمر يتعلق ب26 ألف مربع، وسواحل وأراضٍ جبلية، وجميعها في وضع بكر، لم يمسه إنسان، والمناخ لطيف، فالرياح تهب، والمملكة لديها موارد النفط والغاز ولديها الآن الطاقة الشمسية، والمشروع يعتمد على الرياح، ما يعني أن المشروع سيكون ملائما دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون، وسيجسد المشروع رؤية المملكة، فعندما نفكر في المشروع، فهو يمثل تحولا كبيرا، بجيل جديد وبرؤية جديدة، ومستقبل للاستدامة، والجميع يرغب في أن يكون جزءا من الثورة التكنولوجية الجارية، ونعمل على توحيد هذه العناصر جميعها لتكون هنا في هذا المكان؛ لتسريع وتيرة مستقبل الإنسان، للاستفادة منه على الصعيد الاقتصادي والإنساني، ونتطلع للمساعدة في تنفيذ هذا المشروع ليل نهار. واعتبر رئيس مجموعة سوفتبنك اليابانية ماسايوشي سون أن اليوم فرصة رائعة لإطلاق هذا المشروع، قائلا: أقنعني ولي العهد بالتعاون في هذا المشروع، وخلال زيارتي للمشروع، قلت يا للعجب، وبالحديث عن المستقبل، لا يمكن أن نبتكر جيلا جديدا، بل علينا أن تكون المدينة من الجيل الجديد لتتمكن من الثراء والسعادة للمملكة. وقلت نستطيع أن نحقق ذلك مع التكنولوجيا المتقدمة، وحياة أقرب إلى الحياة الطبيعية الإنسانية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، ففي هذا المكان الجميل الطبيعي والشواطئ يمكن أن نخلق وظائف، وسنحقق ذلك معا، وسألتزم بذلك. وعن توقيع مذكرة التفاهم للمشروع سيستثمر صندوقنا بشكل كبير في شركة الكهرباء السعودية، وسوف ننتقل إلى الجيل القادم مع الطاقة الجديدة، باستخدام أشعة الشمس، والله يمنح المملكة الشمس وأشعتها بشكل كبير، إذن نحن لا نستخدم التكنولوجيا فحسب، بل سننتقل من الشمس إلى السيليكون ومن ثم إلى الألواح الشمسية، التي تولد الكهرباء، فمن الشمس وأشعتها سوف نحصل على 100% من الطاقة باستخدام طبيعة المملكة، التي ستمتلك عما قريب واحدة من أكبر نقاط الجذب الجديدة في العالم. وأضاف سون: سوف نبتكر أكبر مولد طاقة شمسية في العالم في نيوم، الشيء الآخر هو أكبر جيل متقدم من الروبوتات في العالم، فطاقة المهندسين ستطور التكنولوجيا الخاصة بالطاقة الشمسية، وسيأتي مهندسو الروبوتات في العالم ليجلبوا ذلك إلى المشروع الجديد في أول مدينة على كوكب الأرض تحتوي على أكبر عدد من الروبوتات تفوق عدد البشر. فالشغف الجديد، والمشروع الجديد سوف يتحقق من مدينة نيوم الجديدة، مشيرا إلى أن المشروع فرصة ثمينة للمستثمرين الراغبين في تحقيق عائد كبير، مشيرا إلى أن سكان المملكة وخصوصا الشباب منهم يمكنهم أن يستمتعوا بمستقبل مذهل، وعلاقات أسرية رائعة، وكذلك علاقات إيجابية مربحة مع بقية العالم، لاسيما أن الإنترنت والذكاء الاصطناعي سيغطي المدينة بأكملها، ما يقلص الاختناقات المرورية، ويحقق كل جوانب الأمن التي ستصمم من البداية، وهي فرصة هائلة للمستثمرين ورجال الأعمال. وتابع: خلال 30 عاما من الآن، سيصل عدد الروبوتات إلى 10 ملايين روبوت حول العالم، مع القيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي، وكذلك الطائرات بدون طيار، ما يعني أن الروبوتات ستنتشر بشكل كبير في المدينة المشروع، ما يساعد على توفير حياة أفضل. سنعود إلى ما كنا عليه.. إسلام منفتح في إطار تعليقه على أسباب النقلة الجديدة في التوجهات السعودية، أكد ولي العهد على أن السعودية لديها رغبة أكيدة للعودة إلى ما كانت عليه قبل 1979 أي قبل الصحوة، باتجاه الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان "سنعود إلى ما كنا عليه، إلى الإسلام المنفتح". وقال خلال جلسة نقاشية على هامش مبادرة مستقبل الاستثمار "خصوصا أن 70% من الشعب السعودي تقل أعمارهم عن 30 سنة، ولن نضيع القادم من الأيام في التعامل مع أية أفكار متطرفة، سندمرها من الآن، نريد أن نعيش ونتعايش مع العالم بسلام، واتخذنا خطوات في هذا الاتجاه في السابق، ومازلنا، ونرغب في تفعيل التسامح، وعدم العودة للخلف مرة أخرى". أنا واحد من 20 مليون مواطن قال الأمير محمد بن سلمان: "أنا واحد من 20 مليون مواطن، وأنا لا شيء بدونهم، هم يحفزوني وأنا أنطلق"، مشيراً إلى أن نسبة ال70% شباب في سكان المملكة، هي سلاح ذو حدين، فإذا عمل الشباب بكل قوة سوف يخلقون بلدا آخر مختلفا، سنكون أقوى بلد في العالم، وإذا توجهوا بشكل خاطئ، سنخفق. وأضاف "وأنا واثق أن الشباب لديهم الاحترافية والذكاء العالي جدا لتحقيق المستحيل لبلدهم المملكة العربية السعودية. ونريد أن نحجز مكانا للمملكة في مستقبل العالم، أعتقد أن الطلب المتزايد على الطاقة في المستقبل سيتزايد خلال 2030-2040، ولا يمكن التعويل على النفط فقط، كما أن استعمال الطاقة الشمسية لا يعني الاستغناء عن النفط، فهناك صناعات كبيرة ستخلق فرص طلب أكبر على النفط، ونحن نرحب بالحالمين للولوج إلى العالم الجديد، ونرحب بأي شريك جديد في هذا المشروع، وأهنئ تبوك بهذا المشروع، وسنحدث نقلة نوعية في الرياض ومكة والمدينة والدمام كحال تبوك". وتابع: "عملنا مع مجموعة من الأصدقاء في الفترة الماضية على هذا المشروع، لتحقيق هذا الحلم الكبير لبناء أكبر شرائح طاقة شمسية في العالم، كما نرغب في تأسيس أهم الصناديق الاستثمارية في العالم، لخلق فرص بشرية بشكل مختلف، وضخ دماء كبيرة في المشروع، واستيعاب عدد كبير من الشباب، في واحد من المشروعات التي ستغير الكثير في العالم، ولدينا شركاء يعملون بشكل قوي لبلورة هذه الفكرة، لتحقيقها على أرض الواقع، فكل عناصر النجاح موجودة لخلق شيء جديد، وأهم عنصر لدينا هو الشعب السعودي، وإرادة الشعب السعودي؛ الشعب الذي يعيش في هذه الصحراء، لديه الكثير من القيم والمبادئ والركائز، ولأنه عاش في الصحراء لمدة طويلة فلديه ميزتان مهمتان؛ لديه صبر وعزيمة جبارة للوصول إلى أي شيء، كما أن شعبنا وشبابنا مخترع ومبتكر، وسنعمل سويا للوصول بالمملكة إلى آفاق بعيدة في العالم".