لا تزال قطر تصر على ضرب رأسها بالحائط، وإنكار أمور باتت مسلما بها، فالشمس لا تغطى بغربال ودعمها للإرهاب والجماعات الإرهابية لم يعد خافيا، لذا توالت سقطات وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، والذي ما فتئ في فضح دعم بلاده للتنظيمات الإرهابية في بقاع العالم المختلفة ليسقط معترفا هذه المرة بدعم بلاده الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي. واعترف الوزير القطري في لقاء أجرته معه صحيفة «جون أفريك – الفرنسية» بدعم بلاده للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، وقال: قدمنا الدعم للجماعات الإرهابية في الساحل الأفريقي ولم نكن نقصد ذلك، مبررا ذلك برغبتهم تقديم منحة قطرية مخصصة للهلال الأحمر الليبي، ولكنها ظلت طريقها فسقطت بأيدي الإرهابيين عن طريق الخطأ. الدور القطري في تمويل الجماعات المتطرفة والإرهابية تحت راية «العمل الخيري الإنساني» كشفته تقارير وزارة الخارجية الأمريكية، ووزارة الخزانة، ومراكز ومعاهد دراسات وأبحاث متخصصة أكدت أن قطر أكبر دولة تمول الجماعات المتطرفة والإرهابية في منطقة القرن الأفريقي. وأعلنت مؤسسة «دعم الديموقراطية» الأمريكية في تقرير سابق لها، في ثلاثة أجزاء بعنوان «قطر وتمويل الإرهاب»، خصص الجزء الأول منها للعقدين الأخيرين من القرن الماضي والأول من القرن الحالي، والثاني لفترة تولي الأمير الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأفصح التقرير عن تلقي قيادات من تنظيم «القاعدة» في شبه القارة الهندية و«حركة الشباب» الصومالية دعما من رجال أعمال وشيوخ قطريين ومقيمين في قطر بحجة منح مقدمة من جمعيات خيرية في ظاهرها، وهي موجهة لتغذية وإشعال فتيل الثورات والإرهاب. وفضح تقرير مؤسسة «دعم الديموقراطية» أن الإرهابي المطلوب دوليا والموجود على قائمة الدول الأربع عبدالرحمن النعيمي قدم دعما لحركة الشباب الصومالية المتطرفة بمبلغ 250 ألف دولار، إذ كشفته دولة تشاد التي قررت إغلاق السفارة القطرية وطرد السفير من نجامينا لأدوارها السوداء التي تقوم بها وهي تمارس لعبتها المفضلة في فتح فنادق الدوحة لمعارضي نظام الرئيس إدريس ديبي إثنو ودعم إعلان اتحاد قوى المقاومة المسلحة باستئناف حركة التمرد التي كان أوقفها بعد اتفاقات السلام الموقعة في 2009 بين تشاد والسودان. وكان لافتا أن ذلك الإعلان تم انطلاقا من العاصمة القطرية وعلى لسان تيمان أرديمي أحد أبرز قادة المتمردين بعد أن سبقه محمد شريف جاكو في 2010 بالإعلان عن اشتراط المعارضة التشادية أن تكون قطر الضامن لأي اتفاق سلام مع نجامينا. وضلعت قطر في دعم الجماعات الإرهابية المتحالفة ظاهريا مع المتمردين الأزواد، والتي كانت تقود في الخفاء حربها للسيطرة على المنطقة تحت لواء تنظيم القاعدة، وهو ما كشفته آنذاك الصحيفة الفرنسية «لوكانار أنشينيه» في 2012 حركة أنصار الدين التابعة للقاعدة وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا والانفصاليين الطوارق تلقوا دعما ماليا من قطر بحجة المساعدات والغذاء والتي كانت تصل إلى مطارات غاو وتمبكتو في تشاد لتصل إلى أيادي المتطرفين والإرهابيين. ودعمت قطر الجماعات الإرهابية في مالي، فكان على تشاد أن تتنبه إلى تحركات مريبة في مناطقها الشمالية تشارك فيها قطر بالتمويل والتسليح لتباشر حربا مكلفة على تلك الجماعات أثرت على تنمية دولة تشاد، كما وقفت ضد نشاط قطر التآمري لنجامينا بعد أن دعمت المقاتلين على الحدود مع ليبيا ليصبح المتمردون التشاديون جزءا من الميليشيات المسلحة كقوة الدرع الثالثة وسرايا الدفاع عن بنغازي وعصابات إبراهيم الجضران وبعض ميليشيات مصراتة التي قادت مواجهات ضد الجيش الليبي في الهلال النفطي وأجدابيا والجفرة وبراك الشاطئ. غطاء العمل الإنساني القطري المشبوه.. لم يعد سراً ! وجوه قطر القبيحة لم تتوقف في أفريقيا والتي أضحت هدفا لها، فضربت «القرن الأفريقي» في دول الصومال وإثيوبيا وإرتيريا وجيبوتي وكينيا، وكان هدفها ضرب وتدمير استقرار أفريقيا مقابل رسم سياسات وأطماع مستقبلية في تلك الدول، بحجة أنها رائدة العمل الإنساني من خلال جمعياتها المشبوهة التي كشفها بيان الدول الأربع المقاطعة لقطر. فعرى ذلك البيان نشاط الجمعيات التي حولتها الدوحة للدعم المالي للإرهاب تحت شعارات مضللة فأدرجت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية كأحد الكيانات الإرهابية ودعمت الجماعات الإرهابية المدعومة من الدوحة في سورية وعلى رأسها جبهة النصرة بنحو 130 مليون دولار. كما أدرجت مؤسسة الشيخ عيد آل ثاني الخيرية أنشطة داعمة للكيانات الإرهابية وترتبط بشراكة مع «ائتلاف الخير» الذي يرأسه مفتي الجماعات الإرهابية يوسف القرضاوي، وتذهب 90% من أموال تبرعات المؤسسة لدعم الإرهاب في سورية واليمن وليبيا، كما أنها مولت جماعة أنصار الدين المتطرفة في مالي وقدمت 250 ألف دولار منحة شهرية لفرع تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا، وقامت بتقديم نحو 750 مليون يورو لكل من الجماعة الليبية المقاتلة وأنصار الشريعة ومجلس شورى ثوار بنغازي ومجلس شورى مجاهدي درنة وسرايا الدفاع عن بنغازي، كما عمدت إلى تزويد مقاتلي مجلس «شورى مجاهدي درنة» بالجرافات.