كشفت الحكومة التشادية للرأي العام العالمي والمؤسسات الدولية لوناً جديداً من ألوان "الحرباء" المتمثلة في تنظيم "الحمدين" الإرهابي الذي يدير دولة قطر من وراء الكواليس ويبث سمومه في الدول بدعم من نظام الملالي الإيراني. فقد دفع إرهاب هذا التنظيم وتدخلاته السافرة في تشاد حكومة الرئيس إدريس ديبي إلى اتخاذ قرار إغلاق السفارة القطرية وطرد دبلوماسييها بسبب نشاطها ضد الاستقرار في البلاد. وكشفت الحكومة التشادية قبل أيام مزيداً من التفاصيل عن الأسباب التي قادتها إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، واتهمت الدوحة بإيواء جماعات معادية لبلادها وإقامة علاقات خفية مع جماعات في ليبيا تنفذ أعمالاً عدائية في تشاد. وأكد وزير الخارجية التشادي إبراهيم حسين طه في تصريحات بعد القرار أن وقوف قطر مع الجماعات المتشددة الموجودة في ليبيا يزعزع المنطقة، مشيراً إلى أن تقديم الدوحة مساعدات للجماعات المتمردة في بلاده وجماعة "بوكو حرام" يهدد الأمن بمنطقة الساحل الأفريقي. وقال طه إن بلاده اتخذت قرار إغلاق السفارة القطرية وطرد دبلوماسييها بسبب أنشطتها ضد الاستقرار في تشاد، وأكد في حديث تلفزيوني: "إن قطر تؤوي جماعات معادية لتشاد، وأشخاص لهم علاقات بأشخاص وجماعات إرهابية في ليبيا"، مشيراً إلى أن الهجوم الذي تم الأسبوع الماضي على حدود بلاده مع ليبيا قد جاء بالتأكيد من هذه الجماعات. وأضاف طه "نحن دولة مرت بسنين من الحروب وبدأنا نستقر ونبني البلد، غير أن هذه الجماعات المسلحة وقياداتها الموجودة في فنادق الدوحة تقوض الاستقرار في منطقتنا". وتشاد ليست أول بلد أفريقي يتخذ إجراءات ضد قطر، حيث سبقتها في ذلك السنغال وجيبوتي والنيجر. ودعا بيان صادر عن وزارة الخارجية التشاديةقطر لوقف جميع الأعمال التي من شأنها أن تقوض أمن البلاد، فضلاً عن أمن دول حوض بحيرة تشاد والساحل. وبث التلفزيون لقاءات مع بعض أفراد المجموعة التشادية المسلحة التي يقودها محمد حامد ويوسف كلوتو، والتي أعلنت عودتها إلى "شرعية الدولة التشادية". وقالا خلال هذه الاعترافات إنهما عادا برفقة جزء من مسلحي المعارضة التشادية إلى شرعية الحكومة، بعد مشاركتهم في هجوم مسلحي "سرايا الدفاع عن بنغازي على منطقة الهلال النفطي الشهر الماضي". وكشف يوسف كلوتو خلال حديثه أنه ورفاقه المسلحين بالمعارضة اتفقوا مع "طرف ليبي على القتال ضد تنظيم داعش" ليكتشفوا أنهم "يقاتلون كمرتزقة ضد طرف ليبي آخر في قضية غير واضحة لهم". وأضاف قائد المجموعة التشادية المسلحة أنهم وجدوا أنفسهم يقاتلون ضمن مجموعة إرهابية تريد تدمير بلادها، ويمكن أن تدمر بلادنا أيضاً، فقررنا الانسحاب إلى تشاد، حسب تعبيره. وفي 8 يونيو الماضي أعلنت إنجمينا إنها استدعت سفيرها من قطر للتشاور، في خطوة تزيد من عزلة الدوحة بعد أن قطع عدد من الدول العلاقات الدبلوماسية والتجارية معها. الدعم القطري لم يقتصر على الجماعات المسلحة بل امتد ليشمل المعارضة التشادية التي اشترطت في العام 2010 حضور قطر كضامن للسلام في الاتفاق مع الحكومة المركزية، وهذا يثبت أن حضور الدوحة التخريبي موجود منذ سنوات في تشاد. وفي 22 مارس 2013 أعلن ما يسمى باتحاد قوى المقاومة، أكبر حركات التمرد التشادى استئناف تمردها المسلح ضد الحكومة المركزية، رغم انها سبق أن أوقفت أنشطتها القتالية بعد الاتفاق الذي وقعته مع حكومة الرئيس أدريس ديبي. وقال تيمان أرديمي، أحد أهم شخصيات التمرد من مقر إقامته في الدوحة وقتها "قررنا استئناف النضال، النضال المسلح بالتأكيد"، وفق تعبيره وكان لافتاً أن تسمح قطر لزعيم فصيل مسلح بإعلان الحرب ضد النظام القائم في بلاده أنطلاقا من أراضيها. وفي السياق كشفت صحيفة "أفرول" التشادية تفاصيل جديدة عن علاقة قطر مع تحالف مسلحي المعارضة التشادية، وقالت إن الدوحة اتخذت هذه الخطوة بعد قرار انجامينا بإرسال 2000 من جنودها لقتال الإرهابيين جنباً إلى جنب مع فرنسا في مهمة اعترض عليها القطريون، هذا إلى جانب اتخاذ الرئيس ادريس ديبي قراراً بالحرب على التطرف في أفريقيا الوسطى ومالي، واتجاهه لبناء جيش قوي يجعله قادراً على مواجهة الجماعات الإرهابية المدعومة قطرياً في منطقة الساحل والصحراء، وهو الموقف الذي أزعج النظام في الدوحة حسب ما أكدت الصحيفة.