في هذا الجزء الثاني والأخير تواصل "الرياض" رصد أنشطة نظام الدوحة الإرهابية في تشاد والتي دفعت الأخيرة لقطع علاقاتها مع هذا النظام المشبوه، حيث واصلت وسائل الإعلام التشادية مدعومة بتقارير غربية موثقة في سرد الأسباب التي دفعت حكومة بلادها إلى كسر أنياب "تنظيم الحمدين" الإرهابي الذي يدير دولة قطر من وراء الكواليس ويبث سمومه في الدول كلها بدعم من نظام الملالي الإيراني. ويرى محللون أن الدور القطري السلبي في تشاد لا ينفصل عن وجود قطر في أفريقيا الذي ظلت كثير من القوى في القارة السمراء تنظر إليه طوال الفترة الماضية بكثير من الشك والريبة باعتباره دور في باطنة المساعدة ولكنه يخفي في باطنه زرع بذور الفوضى والفتنة وعدم الاستقرار. وواصلت صحيفة "أفرول" التشادية في سرد الأسباب والخلفيات التي أدت إلى قطع العلاقات مع قطر قائلة: ؟إن فرنسا دفعت بقوات أفريقية، كانت قوات النخبة فيها من القوات الخاصة التشادية، باتجاه الجبال شمال شرقي مالي، للانضمام إلى الحملة العسكرية التي تشنها القوات الفرنسية على المتشددين الإرهابيين في هذه المنطقة وذلك لم يرضِ قطر المتورطة في دعم الإرهاب والحركات المتشددة هناك. والقوة المعنية مؤلفة من مئة مركبة مدرعة تشادية، وعربات جيب وشاحنات إمداد من كيدال -البلدة الصحراوية على بعد 1200 كيلو متر إلى الشمال الشرقي من العاصمة باماكو- حيث قامت القوات الفرنسية والتشادية تدعمها الطائرات الحربية الفرنسية انطلاقاً من كيدال بمهاجمة مخابئ المتشددين في سلسلة جبال إدرار أفوغاس على الحدود بين مالي والجزائر. وقالت الصحيفة التشادية: إن مهمة القوات التشادية كانت محاربة الإرهاب واجتثاثه من المنطقة في إشارة إلى هؤلاء المقاتلين المتحالفين مع "القاعدة" في الجبال. وتشير إلى هذا التدخل التشادي ضد تنظيم القاعدة في مالي جاء لمزيد من تحوطات الأمان على حدود البلاد، وخصوصاً مع ليبيا، مما دفعها لمهاجمة المعارضة التشادية في جبال تيبستي التي بدأت تنشط عسكرياً بعد حصولها على الأسلحة والذخائر عن طريق تجار الحروب أو الموالين لها في ليبيا، وخصوصاً في مناطق الجنوب الغربي الليبي. وكان الرئيس التشادي اتهم ليبيا ممثلة في سلطات طرابلس السابقة المرتبطة بدولة قطر، بفتح معسكرات لإيواء وتدريب المعارضين التشاديين الذين سماهم المرتزقة في العام 2013. وتوغلت بعد ذلك قوات تشادية إلى داخل الأراضي الليبية ومن هنا بدأ فصل جديد في العلاقات بين المعارضة التشادية والتنظيمات الإرهابية المدعومة من الدوحة وخصوصاً تنظيم القاعدة في الجنوب الليبي. وتعتبر تشاد الدولة رقم 12 التي انضمت إلى ركب الدول الداعية لمواجهة الإرهاب القطري، بعد الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر والبحرين وليبيا واليمن والأردن وموريتانيا وجزر القمر وجيبوتي وجزر المالديف. وتزامن القرار التشادي مع تأكيد تقارير إعلامية غربية، من بينها ما نشره موقع "انتليجانس أونلاين" الفرنسي عن وجود تحرك عربي مشترك تقوده الدول الأربع، لجمع الأدلة الكافية على قيام الدوحة بدعم الإرهاب، وزعزعة أمن دول الشرق الأوسط، وتوثيق تلك الأدلة في ملف شامل تمهيداً لإدانة قطر أمام الهيئات القضائية الدولية. وتشير تقارير غربية إلى أن قطر دعمت مليشيات وجماعات متطرفة في ليبيا بما يزيد على 850 مليون دولار نقداً، إضافة إلى صفقات سلاح متطورة، إلى جانب دعم نساء "داعش" بأكثر من 30 مليون دولار منذ بداية عام 2017 الجاري، إضافة إلى تقديمها تسهيلات أخرى تتعلق بنقل السلاح، وتهريب "الدواعش"، والمليشيات المتطرفة. وكغيرها من الدول الأفريقية دخلت قطر إلى تشاد من باب العمل الإنساني الذي يخفي خلفه الإرهاب بعد أن نفذت مؤسسة قطر الخيرية عدة مشروعات هناك ارتفعت وتيرتها العام الماضي. وسيساعد القرار التشادي الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، على محاصرة الإرهاب القطري، ومن المتوقع أن تتخذ انجامينا إجراءات عقابية ضد الدوحة، منها منع الطيران القطري، وملاحقة قنوات تهريب وغسل الأموال القطرية لدعم التنظيمات الإرهابية في ليبيا، فضلاً عن كونه صوتاً جديداً يدعو لمواجهة الإرهاب القطري دولياً.