أكد وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور علي بن ناصر الغفيص، أن الثروة البشرية هي محور التنمية في كل مجتمع، والاهتمام بها ضرورة للنجاح والتقدم، ومن هذا المنطلق، فإن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تسعى لتطوير الاقتصاد السعودي في مجالات متعددة، تأتي في طليعتها التنمية البشرية، التي تلقى الدعم المباشر من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده إدراكاً لأهميتها. وقال الغفيص في كلمته خلال افتتاح أعمال منتدى "سابك الأول للموارد البشرية" تحت عنوان "تحول الموارد البشرية لتمكين رؤية المملكة 2030": "إن حكومة خادم الحرمين الشريفين أولت أهمية بالغة لتنمية الموارد البشرية، فالمملكة تنفق على التعليم العالي أكثر مما تنفقه أغلب دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهذا الإنفاق على التعليم والتدريب ما بعد الثانوي يمثل أكثر من 7 في المئة من الميزانية الحكومية". وأشار إلى أن هذا الإنفاق السخي، يحتاح منا إلى بذل المزيد من الجهد للدفع بتنمية الموارد البشرية؛ لتحقيق أعلى مستويات التأثير الإيجابي لتحقيق معدلات النمو التي عُنيت بها رؤية المملكة 2030، حيث جاء في الرؤية: "تطوير اقتصاد رقمي متقدم مدعوم بالابتكارات، يسهم بشكل كبير في الاقتصاد السعودي، ودعم شركات وطنية رائدة في مجالات محددة، وتعزيز ريادتها الإقليمية والعالمية، ودعم الشركات المحلية الواعدة وإرشادها ومساعدتها في الوصول إلى النضج، لكي تصبح شركات إقليمية وعالمية رائدة، وتوفير دعم شامل للمتميزين، بناء على المستوى الأكاديمي، بما في ذلك تسريع المسارات المهنية، والوصول إلى المناصب القيادية، ودعم المبادرات الابتكارية والريادية التي يقودها هؤلاء المتميزون، وتشجيع روح الابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلى زيادة إسهام المنشآت الصغيرة، والمتوسطة في الاقتصاد، وتمكين المنظمات غير الربحية من تحقيق أثر أعمق، (الحصول على التمويل والمواهب والمعرفة)". وعدّ وزير العمل والتنمية الاجتماعية، الموارد البشرية أهم مورد ثمين، وكل مؤسسة تعمل على تحقيق درجة من الرضا والدافعية لدى هذه الموارد، سعيا للتميز في الأداء وزيادة الإنتاجية، من خلال تعميق قيمة التعاون وتنمية روح العمل الجماعي. وأضاف: "تسلك المملكة في ذلك خطوات إجرائية، منها ما ورد في برنامج التحول الوطني 2020، متمثلا في "تطوير معايير الجودة والاعتماد المهني والتقني"، وتزويد المواطنين بالمعارف والمهارات اللازمة لمواءمة احتياجات سوق العمل المستقبلية، والسعي الجاد لتوفير فرص عمل لائقة للمواطنين، وتنمية مهارات الشباب وحسن الاستفادة منها وتمكين المرأة واستثمار طاقاتها". وتحقيقا لأهداف برنامج التحول الوطني؛ أوضح الوزير في كلمته، أن الوزارة أطلقت عددا من المبادرات الداعمة لتوظيف المواطنين منها: تحديث مستهدفات نطاقات، وحملة تصحيح الأنشطة، وإيجاد مبادرات لتحفيز وتطوير مبادرات: العمل الحر، والعمل الجزئي، والعمل عن بعد، وإعادة تصميم محفظة تنمية الموارد البشرية، لتدعم النمو في التوظيف في القطاع الخاص، وكذلك دعم برامج عمل المرأة، عبر برنامجي (قرة، ووصول)، بالإضافة لإصدار تنظيمات جديدة للحاضنات المنزلية في مقارّ العمل. ولفت الغفيص النظر إلى أن هذه المبادرات، بالإضافة للسياسات والمبادرات التي تطلقها الوزارة والجهات الحكومية الأخرى، ستمكّن أبناء وبنات الوطن من الحصول على فرص عمل لائقة، وتحقيق مستهدفات برنامج التحول الوطني والمشاركة في رؤية المملكة 2030. وأبان أن انعقاد مثل هذه المنتديات يعد هدفا مشتركا في التنمية الشاملة، لاسيما وانها تمثل فرصة مثالية للتشاور وتبادل الخبرات والمعرفة في كلِّ ما يخص الموارد البشرية ويسعى لتنميتها وتطويرها. وتطلع إلى أن تجد توصيات المنتدى التي سيخرج بها المجتمعون طريقها إلى الواقع، وأن تكون هذه التوصيات لَبِنات مهمة لبناء اقتصاد قوي متين تسعى إلى تحقيقه رؤية المملكة، مثمنا دور شركة (سابك) في نقل تجارب عالمية في كيفية تطوير الموارد البشرية إلى المملكة، مثنياً على تجربتها في تطوير الموارد البشرية التي تعد أنموذجا يُحتذى.