لمساته الساحرة جذبت عشاق المستديرة لفنه الكروي المدهش، وحنكته السياسية جعلت أيادي الناخبين تختاره طواعية للجلوس على عرش «ليبيريا»، ليس كأفضل لاعبيها، وإنما رئيساً للبلاد، ومنحته ثقة شعب أطلق عليه لقب «الملك جورج» حينما كان قائداً للمنتخب، وعاد لينصبه «قائداً أعلى» وملكاً متوجاً على كرسي الرئاسة. «كاريزما» جورج ويا قدمته قائداً استثنائياً في الملعبين «الرياضي والسياسي»؛ فكروياً كان الملهم الأول لزملائه بإمكاناته الفنية العالية، والداعم الأوحد للمنتخب حينما عجز اتحاد الكرة الليبيري عن توفير نفقات الرحلات الخارجية وحوافز اللاعبين، إذ دفعها «ويا» من ماله الخاص، ليكمل المنتخب مسيرته في المنافسات المختلفة، وسياسياً نجح -حتى الآن- في لفت الأنظار إليه؛ كونه أصبح الرجل الأول في الدولة، ليبدأ رحلة التغيير من كلمة قالها أثناء حملته الانتخابية «نحن واحد، ومعا يجب أن ننجح في كتابة فصل جديد لتاريخنا من المجد في تلك البلاد»، وفي ذهنه وعد قطعه على نفسه بأن يخلص أهله من الحرب الأهلية. ويقول الرئيس المنتخب ذو ال51 ربيعاً «بغضّ النظر عما يقوم به المرء في الحياة، فإنه يتوجب عليه أن يقوم به بالتزام ومثابرة. كانت تلك مقاربتي في ملاعب كرة القدم وهي نفسها في عالم السياسة، إني ملتزم بمساعدة الناس وبلادي تماماً كما كان عليه الأمر في مساعدة فريقي عندما كنت لاعباً». كلمات محفزة قالها جورج ويا للشعب الليبيري، تنم عن فهم عميق لمهمته القادمة، بعد نجاحه في عالم كرة القدم ونيله جائزة أفضل لاعب في العالم، وأفضل لاعب في أوروبا، وأفضل لاعب في أفريقيا في عام 1995، ليصبح اللاعب الوحيد في العالم الذي يمتلك الألقاب الثلاثة، فيما حاز على جائزة أفضل لاعب في أفريقيا ثلاث مرات أعوام 1989، 1994، 1995، إضافة لحصوله على جائزة لاعب العام في الدوري الفرنسي 1991، وهداف دوري أبطال أوروبا 1995، وجائزة الفيفا للعب النظيف 1996. جورج الذي لعب لأندية كبيرة؛ مثل إيه سي ميلان، مانشيستر سيتي، تشيلسي، باريس سان جيرمان، وموناكو، لم يكتف بالإنفاق على الرياضة فحسب، وإنما سخر أمواله لخدمة القضايا الإنسانية، ما دفع الرئيس نيلسون مانديلا لوضع يده على كتفه يوماً ما، ويصفه ب«فخر أفريقيا»، متحدثاً عن دوره الإنساني وانتمائه لوطنه وحبه الشديد للأطفال في الشوارع والنساء والرجال من أبناء جلدته، فيما قال عنه المهاجم الفرنسي تيري هنري «لم أر أبدًا بمهارة وقوة جورج ويا». وعلى الرغم من أن جورج ويا انتقل إلى ملاعب أوروبا مقابل 50 ألف دولار وبالتحديد لفريق موناكو، إلا أنه أصبح الأغلى والأفضل، والآن نجح في الانتخابات الرئاسية خلفاً للحاصلة على جائزة نوبل إيلين جونسون سيرليف، التي تولت رئاسة البلاد منذ 12 عاماً ليكون علماً سياسياً بارزاً في بلاده، إذ لم يستسلم عندما خسر السباق الانتخابي عامي 2005، و2011، وعزم على النجاح حتى أصابه.