سارعت الفدرالية العربية لحقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا، إلى استهجان التهديدات الخطيرة بإبادة القبائل القطرية بالغازات السامة في حال تحركها ضد النظام القطري، التي جاءت عبر تصريح بثته قناة قطر الرسمية لمستشار أمير قطر محمد المسفر مساء الإثنين الماضي. وعبرت الفدرالية العربية لحقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا في بيان رسمي أصدرته أمس، عن القلق البالغ إزاء هذه التصريحات التي تعكس خطورة مآلات الأزمة الداخلية على المعارضين القطريين والرسائل الخطيرة التي حملتها للمواطنين المعارضين، لاسيما أنها تعكس الموقف الرسمي للحكومة القطرية. وطالبت الفدرالية والمنظمة المجتمع الدولي بالتدخل لاتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لمنع ترجمة التهديدات إلى أفعال حقيقية وذلك من خلال رسالة سترفعها المنظمتان إلى مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان لأجل تسليط الضوء على تهديدات الإبادة التي نقلتها القناة القطرية الرسمية في ظل سياسة القمع التي يمارسها نظام الحمدين بحق المعارضين ونشطاء الرأي. والمتتبع لممارسات نظام الحمدين وملفه من بدايته يجده ملفا مليئا بالتصريحات الإعلامية التصعيدية والاستفزازية لشعبه قبل دول الجوار، فقد سبق المسفر الكاتب والمحلل السياسي علي الهيل، المشهور إعلامياً ب«بوق النظام القطري»، حينما وقع في زلة لسان على الهواء، بينما كان ينفي العلاقات الوطيدة بين إسرائيل والدوحة، بقوله «ليس بيننا وبين (أشقائنا اليهود) أي خلافات بل العلاقات متوطدة». لتشكل زلة اللسان هذه شاهدا على حقيقة العلاقة بين نظام الحمدين والكيان الصهيوني الذي يسعى لاستغلال هذا النظام، ليكون حجر عثرة في علاقة خليجية أخوية قائمة على الاحترام وحسن الجوار والتعامل، دون الطعن بالظهر ومحاولة زعزعة المنطقة بدعم الحركات والجماعات والتيارات الإرهابية، ولو كان ذلك على حساب مصلحة الشعب والمنطقة وأمنها. ويصف المراقبون تصريح المسفر بأنه تحول خطير في موقف نظام الحمدين، الذي فقد صوابه وبدأ يتخبط، لينتقل من مرحلة نزع الجنسيات إلى التهديد بالقتل والإبادة الجماعية، وهو ما أكده المسفر عندما توعد الحشد القبلي بأن أي تجمع لهم أو خروج ضد النظام القطري سيرد عليه بقسوة من خلال استخدام القنابل والأسلحة المتطورة حتى لو بلغ هذا التجمع 200 ألف شخص على حد زعمه. من هو محمد المسفر؟ هو محمد صالح المسفر من مواليد وادي العلي في بني ظبيان عام 1945، خرج من منطقة الباحة في طفولته، ودرس بمدارس الفلاح، التحق بالمدرسة العسكرية في الطائف لمدة عامين، ثم موظفا في شركة أرامكو لنحو ستة أشهر. خرج المسفر إلى الكويت ومنها للبحرين، ثم التحق بالكلية الحربية المصرية وتخرج فيها برتبة ضابط في زمن الرئيس جمال عبد الناصر، حتى غادر إلى بيروت، وانتظم في الجامعة الأمريكية طالبا للعلوم السياسية في عام 1975. عاد المسفر إلى الإمارات، حتى أنه عمل ملحقا ثقافيا للإمارات في باكستان بعد حصوله على الجنسية الإماراتية، ثم ملحقا ثقافيا في بريطانيا، لينتهي به المطاف نائب المندوب الدائم للإمارات لدى الأممالمتحدة. استدعاه أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة، ومنحه الجنسية القطرية وعينه مستشارا خاصا، كذلك أستاذا للعلوم السياسية في جامعة قطر، ورأس تحرير صحف ومجلات عدة، أبرزها صحيفة الراية، إضافة إلى تقديمه برامج سياسية على تلفزيون قطر الرسمي حتى عام 1990.