رأى خبيران أوروبيان، أن زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، تأتي في توقيت مهم للغاية، خصوصا أن المملكة بدأت مشوار الإصلاح والتطوير في ظل رؤية 2030، وأكدا أن الكرملين والروس يتطلعون لهذه الزيارة التي تم التخطيط لها منذ شهور. وثمنا قدرة الدبلوماسية السعودية على تحقيق علاقات دولية متينة بعيدة عن التدخلات في الشؤون الداخلية وحرصها على تحقيق سياسات الأمن والاستقرار. وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور فولفجانج فوجل ل«عكاظ»، إن المشاورات التي جرت بين الجانبين في الآونة الأخيرة تؤكد وجود استعداد كبير لتفعيل علاقات الشراكة التي ترتكز على المصالح المشتركة وتقارب وجهات النظر في العديد من الملفات. وأضاف أن الزيارة المرتقبة لدولة بحجم روسيا (العضو الدائم في مجلس الأمن) من شأنها تذليل العقبات والسماح بالتعاون البناء لمواجهة الصراعات في الشرق الأوسط ودعم الجهود الرامية للتوصل إلى حلول سلمية في ملفات عدة على رأسها الملف السوري ومحاربة الإرهاب، لافتا إلى تطلع موسكو لعلاقات متينة مع السعودية لما لها من دور محوري على الصعيد العربي والخليجي والآسيوي والأفريقي. وأشار إلى علاقات السعودية المتشعبة التي لها تأثير لا يمكن الاستهانة به لتحقيق الأمن الإستراتيجي والسلام والاستقرار في المنطقة، منوها في نفس الإطار بتأمين الممرات البحرية التجارية بين البلدين. من جهته، شدد الخبير في شؤون روسيا الاتحادية البروفيسور ساندشنايدر، على ملف العلاقات الإستراتيجية بما فيها العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين موسكو والرياض، والتعاون في مجالات الغاز والنفط وهما مجالان سيظلان على الساحة إلى فترة طويلة. وفي الشأن العسكري، لفت إلى أن هناك ارتباطات وثيقة بين البلدين تتعلق بالأسلحة الإستراتيجية الدفاعية، ومنها الدبابة الروسية «تي 90 إم إس»، منوها بحرص المملكة على مواصلة سياسة الدفاع الإستراتيجية. وتوقع أن تحظى ملفات مكافحة الإرهاب والتطرف، والصراعات في الشرق الأوسط وآسيا، بأولوية في نقاشات البلدين، مشيرا إلى أن أوضاع الروهينغا في بورما، والملف الكردي، والأزمات في سورية واليمن وليبيا، ستكون حاضرة على طاولة النقاش.