نوه خبيران أوروبيان بأهمية القمة الخليجية الأمريكية، مؤكدين أنها تأتي في سياق التنسيق والتشاور الخليجي الأمريكي لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ومحاولة إيجاد حلول ناجعة للقضايا والملفات الساخنة، وهو ما يعكس الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين. وقال الخبير في شؤون الخليج ومدير مؤتمر ميونيخ للأمن الدكتور فولفجانج أيشينجر، إن قمة كامب ديفيد تؤكد على أهمية الشراكة الخليجية الأمريكية والسعي إلى اتخاذ قرارات لمعالجة القضايا الشائكة في المنطقة، وفي المقدمة الأزمة اليمنية وإعادة الشرعية للبلاد ومستقبل العلاقات الخليجية الإيرانية. وأضاف أن هناك متابعة للأحداث الأخيرة في اليمن وللدور السعودي البارز الذي تميز بالعزم والحزم والتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، ولفت في هذا السياق إلى استعداد الرياض لاستضافة حوار لأفرقاء اليمن، والبدء في خطوات الأمل، معتبرا أن الحوار المرتقب ينبغي أن يسبقه التزام كامل من قبل الانقلابيين الحوثيين بوقف القتال. من جهته، رأى مدير معهد الدراسات الدولية الشرقية الدكتور هينير فورتنيج أن القمة سوف تركز على دعم سياسات الأمن والاستقرار في الخليج العربي والشرق الأوسط، منوها بأهمية التشاور الخليجي الأمريكي لا سيما ما يتعلق بأمن واستقرار الخليج، ودعم الشرعية اليمنية، وإيجاد حلول للأزمة السورية في ضوء مؤتمر المعارضة السورية لمناقشة بحث مسار العملية السياسية ما بعد مرحلة بشار الأسد. ولفت إلى الحراك السعودي الدبلوماسي وقال إن المملكة تعمل مع شركائها لتحقيق أمن الخليج والحفاظ على سيادة دوله. كما أكد خبير الشؤون الدولية المحلل اللبناني جورج علم أن «أهمية انعقاد قمة كامب ديفيد للمرة الأولى بدعوة من رئيس أمريكي لكل زعماء الدول الخليجية، لمناقشة تطورات الأوضاع في اليمن وفلسطين والأزمة السورية والعراقية والملف النووي الإيراني وملف مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن قمة كامب ديفيد ستكون فرصة هامة لقادة دول مجلس التعاون لوضع الإدارة الأمريكية في أجواء ما يجري في المنطقة ومطالبة واشنطن بالتحرك بشكل أكثر جدية لإيجاد حلول عاجلة لقضايا المنطقة وخاصة الأزمة السورية والقضية الفلسطينية. وتابع علم أن قمة كامب ديفيد تعقد قبل توقيع الاتفاق النووي الإيراني في 30 يونيو المقبل وبعد صدور القرار 2216 بشأن اليمن وهذا يعطي أهمية قصوى لأعمال القمة، مشيرا إلى أن البحث إنهاء النزاع في سوريا عبر وضع التسوية المناسبة، وفق مبادرة جنيف والاتفاق على عقد جنيف 3 على أن يكون اجتماعا دوليا وإقليميا يضمن إيجاد الحلول للازمة السورية». وقال مدير مركز دراسات الخليج الدكتور عمر الحسن، إن قمة كامب ديفيد المرتقبة تأتي في إطار تعزيز التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة في عدد من الملفات والقضايا الشائكة في المنطقة. واضاف ل«عكاظ»: هناك عدد من الملفات الساخنة سوف يتم طرحها للنقاش في مقدمتها اتفاق لوزان الذي تم بين دول 5+1 وإيران في ابريل الماضي، قبل الاتفاق النهائي المحدد له 30 يونيو المقبل، مشيرا إلى أن رفع الحظر على طهران اقتصاديا سيعطيها حرية للحركة ودورا أكبر في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وبالتالي ستتمدد في المنطقة كلها. وأكد الحسن أن دول الخليج ترفض أن يكون عنصر التسليح النووي على حساب دول اخرى، لافتا إلى أن واشنطن سوف تحاول خلال اللقاء العمل على تقليل حدة المخاوف لدى دول المجلس من خلال فريق فني تقني من الخبراء في الشأن النووي، وشدد على أن واشنطن ترى أن أي اعتداء على منطقة الخليج اعتداء على مصالحها الحيوية. ورأى مدير مركز دراسات الخليج، أن قمة كامب ديفيد ضرورية لوضع الرئيس الأمريكي والادارة الحالية أمام التحديات التي تواجه دول المنطقة، مفيدا أنه سيكون هناك حديث من أوباما ومساعديه عن الضمانات والكفالات الأمريكية لأمن الخليج واستقراره، مشددا على أن اتفاق واشنطن مع طهران لن يكون على حساب الصداقة التاريخية مع العالم العربي خاصة دول الخليج.