خلال لقاء مراسل قناة البي بي سي البريطانية جون سيمبسون مع محمد الفهمي المدير السابق لمكتب قناة الجزيرة الإنجليزية في القاهرة. انتقد خلالها الشبكة ومالكيها، وملقياً العتب على أنهم كانوا السبب في سجنه من قبل السلطات المصرية، في ديسمبر 2014. وصرح بأنه سيقاضي شبكة الجزيرة، داعياً وسائل الإعلام الدولية لحضور وتغطية إجراءات المحاكمة ضد الجزيرة في بداية عام 2018. وأضاف الفهمي أنه كان شاهداً على سياسات جمع الأخبار في الجزيرة التي تدعم الإرهابيين، وبالتالي تعرض الصحفيين للخطر. إضافة إلى ذلك كذّب الفهمي ادعاء الجزيرة بأنها شبكة مستقلة، وقال: إنها تتلقى الأوامر من القصر في الدوحة. وعطفاً على دعم القطر للإرهاب فإن الجزيرة كذلك تدعم الإرهاب. وأبدى الفهمي من خلال الاعتراف علنا وقوفه ضد الجزيرة، نتيجة للمأساة التي سببتها القناة له ولزملائه الصحفيين خلال عملهم بها. وقال إن شبكة الجزيرة ذات وجهين، صوت للإسلام السياسي والإرهابيين في قناة اللغة العربية، ولكنها تبث في صورة أكثر توازنا للغرب في قناة اللغة الإنجليزية. وأبرز تغريدة «أحمد منصور» -أحد الصحفيين الأكثر شهرة- على تويتر باللغة العربية يقول فيها: «إن الأمريكيين يهربون من إعصار إيرما ويستحقون ذلك»، وهو تناقض صارخ مع الرسالة التي تم إرسالها على قناة الجزيرة، مشيرا إلى أن أي شبكة محترمة ستفصله من عمله على ذلك التعليق ولكن ذلك لم يحصل. وذكر الفهمي أن عملية جمع الأخبار في الجزيرة تعرِّض مراسليها وصحفييها للخطر. وأشار فهمي إلى حالة زميله السابق علي هاشم الذي استقال بعد الانتفاضة في سوريا، مشيرا إلى مخاوفه بشأن سلامته في ما تحاول قناة الجزيرة دفعه إلى القيام به. وقال: تقدم قناة الجزيرة تغطية عبر قنوات فضائية للمتمردين للحصول على الأخبار. وبهذا المعنى، تصبح الجزيرة جزءا من النضال، بدلا من مجرد الإبلاغ عنها. هذا يضر بسلامة مراسليها مما يجعل سياسية القناة غير أخلاقية وتعمل بطريقة مشكوك فيها، وهي مسؤولة عن مقتل وسجن الصحفيين التابعين لها. وتحدث الفهمي من تجربة شخصية له، قائلاً: «عندما كنت معتقلاً في السجن المصري، التقيت بالكثير من سجناء الإخوان المسلمين الذين تلقوا كاميرات من الجزيرة ويعملون معها، وكانت الجزيرة توزع هذه الكاميرات مع مجموعات مصنفة كمجموعات إرهابية، ثم يتم وضع أفلامهم على القناة دون مصادر. وهذا ما أكده لي بعض رجال الإخوان المسلمين الذين قابلتهم في السجن، واعترفوا بأن الكثير من المواد التي صوروها ظهرت على قناة الجزيرة». وأضاف: إن جهاز الأمن المصري يعتبر ذلك تآمرا مع الإرهابيين، ويتعرض الصحفيون للعقاب بسبب ذلك. وتحدث الفهمي عن قيام صحفي في «اللغة الإنجليزية» بكشف القصة عن كيفية خيانة الجزيرة له مما تسبب في تعرضه للخطر والسجن. وواصل الفهمي الهجوم على شبكة إعلام الجزيرة بأكملها، وقال: «المشكلة هي مع مديري وصانعي القرار في الشبكة في تعريض حياة مراسليهم للخطر»، ناصحاً في الوقت ذاته زملاءه الصحفيين في الشبكة باليقظة؛ لأن أصحاب العمل سيعرضونهم للخطر. وقال محذراً: «شبكتكم تكذب عليكم، فهي تتواصل وتوفر الموارد للإرهابيين». كما أخبر الفهمي عن رفضه طلباً لقناة الجزيرة باستضافة عدد من أفراد جماعة الإخوان المسلمين لإجراء لقاء معهم في غرفته في أحد الفنادق في القاهرة، بسبب حظر وتصنيف الإخوان كمجموعة إرهابية. وبين أن هذه التجربة هي دليل على كيفية تعريض الجزيرة موظفيها للخطر، وهي تكذب حول الترخيص التشغيلي في مصر. ومع كل تلك المراوغات فإنها تتحدى الحكومات، وتصر على استخدام محتوياتها الإعلامية على القنوات المحظورة، وإيواء الإرهابيين وساهمت بشكل كبير في تعرض مراسليها للسجن.