قطع السعوديون مسافة 87 عاماً في بناء مملكتهم التي أضحت وطناً راسخاً غنياً بشعبه المتوقد شغفاً وطموحاً «يعانقان عنان السماء»، إذ تخضر مدنهم وقراهم اليوم احتفاء بذكرى التوحيد الخالدة التي سطرها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ورجاله البناة. وتثبت السعودية قدرتها على التكيف مع المستجدات ومواجهة التحديات، وسبق أن أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عند افتتاحه الجلسة الأولى لمجلس الشورى في دورته السابعة أن المملكة تسير بخطى راسخة، نحو التكيف مع المستجدات، والتعامل مع التحديات بإرادة صلبة ل«نحافظ على ما تحقق من إنجازات، وعلى مكانة المملكة بين الأمم، ودورها الفاعل إقليمياً ودولياً». وأكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أمس أن ما تعيشه المملكة اليوم يشهد على ما قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من مواصلة ما بدأه ملوك البلاد قبله، من عطاء أثمر الخير والنماء، وبذل الجهود لخدمة الإسلام ونصرة المسلمين. وشدد على طموح المملكة في أن تكون نموذجاً رائداً على الأصعدة كافة، معولين على دور الشباب من المواطنين والمواطنات في ذلك، والسعي الدؤوب لتحقيق رؤية المملكة 2030 التي تمثل بدء مرحلة جديدة من التطوير والعمل الجاد لاستشراف المستقبل، والسعي لكل ما فيه مصلحة البلاد، ومواصلة السير ضمن الدول المتقدمة، مع التمسك بثوابت ديننا الحنيف وقيمنا السامية. واعتبر وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد اليوم الوطني مناسبة تتجسد فيها صورٌ من ذكريات المجد وملاحم الشموخ التي صنعها الأجداد وأكمل تشييدها الأحفاد. ومع احتفال السعوديين بذكرى توحيد بلادهم ال87، تشهد المملكة إنجازات كبيرة على الأصعدة كافة، فالمملكة عضو فاعل في مجموعة العشرين التي تضم أقوى اقتصادات العالم، كما تسير بثبات لتحقيق رؤية 2030 التي ستغير شكل الاقتصاد في البلاد، فيما تستمر المملكة في سياساتها الخارجية على مبادئ راسخة، وفاعلية وحزم، لتدفع إلى الاستقرار في خريطة السلام العالمي، واستطاعت المملكة بسياساتها الحازمة دحر الإرهاب، ومواجهة الدول الممولة له.