لم تكترث كوريا الشمالية للمجموعة الثامنة من العقوبات التي فرضها عليها مجلس الأمن الدولي حول برامجها النووية والصاروخية، إذ أطلقت صاروخا لم يحدد نوعه في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة من منطقة سونان بالعاصمة بيونغ يانغ في اتجاه الشرق. وفور إطلاق الصاروخ، ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أن الصاروخ مر فوق هوكايدو صوب المحيط الهادي، والصاروخ هو الثاني الذي يمر فوق اليابان منذ 29 أغسطس الماضي. وفيما ذكر مكتب هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي أنه ونظيره الأمريكي يحللان تفاصيل الإطلاق، تواردت أنباء عن إطلاق جيش كوريا الجنوبية صاروخا في البحر بالتزامن مع إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي. يأتي ذلك بعد أيام من تنبيه وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في 4 سبتمبر الجاري بأنها مازالت ترى مؤشرات على أن كوريا الشمالية تعتزم إجراء المزيد من تجارب إطلاق الصواريخ الباليستية، وأن هذا قد يشمل صاروخاً باليستياً عابراً للقارات. وعقب تلك التنبيهات، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كوريا الشمالية مجددا، مؤكدا أن كل الخيارات مطروحة بعد إطلاقها صاروخا باليستيا حلق فوق اليابان. وقال في بيان أصدره البيت الأبيض في حينه إن العالم تلقى بوضوح شديد رسالة كوريا الشمالية، مثبتة ازدراءها لجيرانها وجميع أعضاء الأممالمتحدة وأبسط معايير التصرف الدولي المقبول. وفي السياق نفسه، أظهر استطلاع رأي أجري أمس (الخميس) أن عدد المؤيدين للتسلح النووي ونشر الأسلحة النووية التكتيكية يفوق عدد المعارضين له في كوريا الجنوبية. وذكرت وكالة «يونهاب» أنه طبقا لنتائج استطلاع الرأي الذي أجرته وكالة «ريال متر» المتخصصة في استطلاعات الرأي العام، على 506 أشخاص من الراشدين في يوم 13 سبتمبر الجاري، بلغت نسبة التأييد لدعوات ضرورة تطوير الأسلحة النووية ونشر الأسلحة النووية التكتيكية 53.5%، في حين أعرب ما نسبته 35.1% من المستطلعين عن ملاحظات سلبية بشأن هذه الدعوات. وحول احتمال تحقيق هذه الدعوات، قال 49.7% «ممكن»، بينما أجاب 38.9% «غير ممكن». ووفقا ل«يونهاب»، ذكرت وكالة «ريال متر» أن هذه النتائج تعزى إلى تزايد المخاوف من الأزمة الأمنية نتيجة التجارب النووية لكوريا الشمالية، ودعوات بعض الأوساط السياسية في سول وواشنطن باطراد إلى ضرورة نشر الأسلحة النووية التكتيكية. ورغم تعدد التجارب الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية، والتي حذرت منها دول العالم، إلا أنه في المرات السابقة لم يتم الرد بشكل مباشر على تلك التجارب سوى باجتماعات عاجلة لمجلس الأمن والأممالمتحدة، في حين يشكل إطلاق الصاروخ الكوري الجنوبي أول رد فعل مغاير للتجارب السابقة للجارة الشمالية، فهل يشهد العالم مزيدا من التصعيد و«سجال الصواريخ»؟.