لم تفتأ وسائل إعلام قطرية في مهاجمة الرياض وأبوظبي وحتى الكويت، في أعقاب إعلان تعطيل الحوار والتواصل مع سلطة الدوحة، وبعد أيام من حديث أمير الكويت في مؤتمر صحفي بواشنطن، في خطوة يعدها مراقبون تهورا جديدا من النظام القطري وإهداره فرص العودة للحضن الخليجي. ولا تزال الحكومة القطرية ترى في هجومها للأمام «قوة»، إلا أن كل المعطيات تبيّن أن الاندفاع القطري يقودها إلى الهاوية، ويوسع من الهوة بينها وبين أشقائها، إذ شدد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش على أن «المتابع للإعلام القطري يرى عودة ساذجة للعمل ضد الجبهة السعودية الإماراتية عبر استقصادنا»، مضيفاً «الطرح مؤسف لأنه لن ينجح، ولأنه يتجاهل أساس المشكلة». وأوضح قرقاش في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس الأول (السبت) أنه «على الشقيق المرتبك أن يعي أن الأزمة ليست مصطنعة بل نتيجة لدعمه للتطرف والتآمر على استقرار جيرانه، هي أزمة سياسية حقيقية علاجها غير إعلامي»، منوهاً إلى أن الإمارات تسعى إلى حل حقيقي يقي المنطقة شرّ سياسات أتت على الخليج والعرب بالفوضى والعنف، والسعودية محل النفس في بحثنا المشترك عن حل. وأضاف قرقاش أن «ما تابعناه بالأمس غمرنا تفاؤلا بانفراج حقيقي، ولكن للأسف التردد والتراجع وتعدد مصادر القرار وغياب الحكمة بدّد الفرصة، قطر في موقع أصعب اليوم»، لافتاً إلى أنه «بدلا من أن يسعى الشقيق المرتبك إلى محاولة دق إسفين الخلاف بين الرياض وأبوظبي عبر طرحه الإعلامي الساذج، الحكمة أن يعالج أزمته مع محيطه». وتمنى قرقاش أن «تكف الدوحة عن المناورة بعد أن باعت سيادتها بخسا وأن تتعامل ظاهرا وباطنا بشفافية، فلا سبيل غير ذلك، وأقصر الطرق الصراحة مع الرياض».