قضى الحاج حميد الرحمن باكستاني الجنسية، مسيرته من المخيمات إلى الجمرات مشغولا بابنه الرضيع الذي يحمله على كتفه خوفا من تعرضه للأذى أثناء رمي الجمرات وسط الزحام، وعند وصوله لرمي الجمرة تردد كثيرا وزوجته، قبل أن يهما بالدخول في الزحام البشري أمام الجمرة، ليصل وزوجته أخيرا إلى أن يحمل الطفل لحين رمي زوجته الجمرات، ومن ثم العكس. وعلى مقربة من الواقعة، يقف أحد رجال الأمن يراقب الموقف، ليتدخل في الوقت المناسب، ويحل المشكلة، إذ توجه إليهما وحمل الطفل عنهما، وطلب منهما التوجه إلى الجمرة للرمي، فيما يظل الطفل على كتفه لحين عودتهما. فارتسمت ابتسامة رضا على شفاه الزوجين، وشكرا رجل الأمن الذي كان وراء رميهما الجمرات سويا وفي وقت واحد، بدلا من الانتظار لوقت طويل لكل منهما على حدة. وثمن الزوجان موقف رجل الأمن الذي طبع صورة إنسانية مشرقة لن يمحوها الزمن في ذاكرة ضيفين من ضيوف الرحمن.