جاءت فرصة اللقاء والحديث مع نخبة من السياسيين والإعلاميين والأدباء من الشعوب غير الناطقة بالفارسية في إيران، والذين استضافتهم وزارة الثقافة والإعلام السعودية في موسم الحج، مليئة بالثراء والتنوع والمعرفة والعراقة، عن تلك القوميات من غير الناطقين بالفارسية والذين يعانون أشد المعاناة من نظام الملالي في طهران، بيد أنهم صامدون ومقاتلون على مختلف الجبهات السياسية والعسكرية، ولا يألون جهدا في الدفاع عن قضيتهم العادلة والتمسك بثوابتهم، فضلا عن فضح ممارسات النظام الإيراني وكشف زيف ادعاءاته وتناقضاته في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، ومواصلة هذا العمل حتى يتم اجتثاث هذا النظام الدموي من الأرض الإيرانية. وشهد اللقاء مع هذه النخبة المميزة، تنوعا وإثراء في المزج بين جوانب المعاناة التي تعيشها شعوبهم، وبين الجوانب السياسية والأدبية والشعرية والثقافية والاجتماعية لمجتمعاتهم التي تجاهلها المجتمع الغربي عن عمد. وكشف المشاركون عن حجم المأساة التي يواجهونها والتي تتوزع بين التهميش والاضطهاد والحرمان والقتل المنظم من النظام الإيراني، ما دفعهم إلى المطالبة بالاستقلال والانعتاق من براثن نظام كهذا، نظام لا يقدم لهم سوى التنكيل والاضطهاد. المشاركون من أحواز وآذريين وبلوش أكدوا أيضا رفضهم القاطع لأي محاولات لتسييس الحج والعبث بأمن الحجاج، منوهين في هذا السياق بجهود حكومة المملكة التي سخرت كل إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن بلا استثناء، لا تريد من ذلك جزاء ولا شكورا. ومن الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى خطورة ما كشفه أحد المشاركين بأن إيران تجند 200 محطة تلفزيونية لتشويه صورة السعودية التي تنعقد عليها نهضة المسلمين والعرب، مؤكدا أن الحقائق التاريخية تؤكد معاداة إيران للعرب. وألقى الشاعر الأحوازي المعروف محمد عامر قصيدة عن الملك سلمان بن عبدالعزيز بعنوان «إخوان نورة اللي عدلوا ميزانها».. هذا الشاعر الذي يعتبر رأس الحربة في التعبير عن تطلعاتهم للحرية والاستقلال.