[email protected] وجدت نفسي في قروب الأقرباء للتواصل الاجتماعي في ليلة من الليالي أتواصل معهم ويتواصلون معي في محبة وأريحية صادقة، شعرت معها بأن الإيمان الصادق هو تطبيق ما حث عليه كتابنا الشريف ورسولنا الحبيب حتى وصل القاطع لرحمه إلى درجة اللعنة نعوذ بالله منها. ولعلي في هذا المقام أركز على فضيلة واحدة، حبذا لو أحييناها في هذه الليالي العشر، إلى جانب الجرعات الزائدة من العبادة والابتهال إلى الله تعالى، أما هذه الفضيلة فهي صلة الرحم التي قطعناها مع أننا مأمورون من الله ورسوله بوصلها فلينظر كل منا إلى أرحامه مهما تباعدت هذه الأرحام، هل نقوم بوصلها أم لا؟ لو أن لأحدنا مصلحة ما عند شخص ما سعينا إليه مهرولين نخطب وده، لتحقيق مصالح دنيوية، وفي الوقت ذاته نتباعد عن الأرحام دون أن ننظر إلى تحقيق السعادة الأخروية، بل والدنيوية كذلك فليصل رحمه. فصلة الأرحام إذن من موجبات سعة الرزق وخلود الذكر، فهل نعي ذلك جيدا. وأشد ما يؤلمني أن تكون الشقيقة قطر في هذه الأيام العشرة بعيدة عن أرحامها، فلهم فينا ولنا فيهم أنساب وأصهار، لكن شاء حكامها أن يقطعوا تلك الأرحام، وليتهم يعيدون النظر في هذه الأيام المباركة، ويتدبرون كم من الأرحام بيننا وبينهم قد تقطعت لعناد ومكابرة وإصرار وتصلب من قبل أولي أمرهم. الأرحام ليست منحصرة في الإخوة والأخوات، والأعمام والأخوال، إنما هي تمتد وتضرب بجذورها في أصول الأمم والشعوب، وصلتها عامل مهم من عوامل وحدة الأمم والشعوب، وهي بمثابة ضمان لتحقيق الأمن المجتمعي، إذ لو راعينا صلة أرحامنا، فكرنا كثيرا في سلوكياتنا وقبل أن نقدم على أي عمل من شأنه أن يمس هذه الأرحام. تخيلوا معي إخوتي لو أن كل فرد منا قد وصل أرحامه، أي قوة ووحدة نتمتع بها، ونصد بها مؤامرات «الأغراب». نريد جلسة تأمل في ليلة من هذه الأيام العشرة، ولنسارع قبل أن تمر، فقد لا ندركها في العام القادم، ونصل ما انقطع، وليبدأ كل واحد منا بمبادرة «صلة الرحم»، فليس الواصل -أي البادئ بالوصل- كالمكافئ -أي كالذي يرد على هذه الصلة-. أسأل الله تعالى أن لا يحرمنا من فضل وأجر وثواب هذه الليالي، وأن يعود كل منا إلى رشده وأن يصل رحمه، وكل عشر وأنتم بخير.