عقب أن صدرت قائمة المنتخب السعودي الأول استعدادا لمواجهتي الإماراتواليابان ضمن منافسات التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2018 اكتظت وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقات الجماهير والنقاد والمحللين الرياضيين ما بين معارضين لضم عدد من اللاعبين المصابين في أنديتهم والمبتعدين عن المشاركة، ومؤيدين لاختيارات مدرب المنتخب مارفيك وثباته على التشكيلة في مرحلة يحتاجها المنتخب لتجانس وانسجام العناصر الحالية. فيما أشار آخرون إلى أن مدرب المنتخب لم يكلف نفسه بحضور مباريات الجولتين الأولى والثانية لدوري جميل للوقوف على مستويات اللاعبين بعد فترة الإجازة الصيفية، واعتمد على تقارير مساعديه لاختيار القائمة النهائية للمنتخب، إذ اعتبرها البعض أنها لم تختلف كثيرا عن القائمة الأخيرة وكأنها «قص ولصق» فقط، وخلت من أسماء قدمت مستويات مميزة خلال الجولتين الأولى والثانية في الدوري، إضافة إلى أن القائمة ضمت بعض اللاعبين المصابين وغير الجاهزين للمشاركة، كما أوضحت أنديتهم في أوقات سابقة. الخبرة أهم واعتبر اللاعب الدولي السابق المحلل الفني إبراهيم سويد أنه ليس بالضرورة استدعاء بعض اللاعبين وضمهم لقائمة المنتخب من الذين قدموا مستويات جيدة خلال الجولتين الأولى والثانية، نظرا لأن المنتخب الآن في مراحل صعبة ويحتاج اللاعب الجاهز ذا الخبرة العالية في المشاركات الدولية، وهذه الأسماء ما زال أمامها الكثير حتى تقدم نفسها أكثر مع الأندية ثم يتم استدعاؤها للمنتخب. وأشار سويد إلى أن بعض العناصر التي تم اختيارها ما زالت تحت العلاج الطبي، وهناك لاعبون لم يتم شفاؤهم من الإصابة تماما، وأيضا هناك لاعبون لم يشاركوا كأساسيين مع أنديتهم. وأضاف: «أعتقد أن المدرب والمساعدين لديهم كامل الصلاحية في اختيار الأسماء التي من الممكن الاعتماد على بعضها في مباراة الإمارات ومن الممكن تركها للمباراة التي تليها مع منتخب اليابان، ومنهم من يستكمل علاجه تحت إشراف طبيب المنتخب ليتمكن المدرب من مشاهدة جاهزيتهم عن قرب». وزاد: «المدرب هو من يتحمل مسؤولية ذلك بالكامل». واعتبر سويد أن عدم اختيار اللاعبين المميزين في أول جولتين كي لا يتأثر أداؤهم، إذ ما زال أمامهم الكثير ليثبتوا للجميع بأنهم الأجدر بتمثيل المنتخب في المراحل القادمة». اتركوا المدرب يعمل واعتبر الناقد الرياضي علي الزهراني أنه لا اختلاف مع من يرى أن هناك العديد من العناصر التي أثبتت جدارتها بالانضمام لقائمة المنتخب كالكويكبي وهزاع الهزاع، فالكل يتفق على ذلك، إلا أنني شخصيا أرى من زاوية أخرى صواب ما يقره مارفيك الذي اعتمد منذ إشرافه على الأخضر السعودي على سياسة الثبات على التوليفة وإلغاء فلسفة التغيير، بمعنى أن هذا المدرب ساهم في صناعة تعديل جوهري لواقع غير مألوف، إذ إن من أبرز العوامل التي أثرت في مستوى الكرة السعودية أندية ولاعبين ومنتخبات، عامل المبالغة في التغيير وطريقة «شيل وحط غير بدل». وتابع: «مارفيك راهن على أسماء معينة ونجح، ولا مجال في أن نفتح معه جبهة جديدة لمجرد إصراره على سياساته الفنية، وعلينا في هذا التوقيت دعم المنتخب حتى يضمن بشكل رسمي بطاقة التأهل لروسيا. أما عن غياب المدرب واعتماده على مساعديه في الاختيار فهذا وإن أجمعنا على رفضه كطريقة إلا أن النتائج المسجلة على أرض الواقع في المراحل السابقة تنصف فريق العمل الفني، مع العلم أننا سبق أن ألقينا باللائمة على الاتحاد السعودي عندما اختار مارفيك أول تشكيلة للمنتخب». وزاد: «لا يخلو أي عمل من الهفوات، لكن نرى أن استقرار المنتخب على الأسماء التي يراهن عليها مارفيك هو المهم الذي تحقق، التغيير المبالغ فيه لم يسهم في نتائج الماضي، وبالتالي فإن مارفيك قدم لنا العلاج المفقود وبات يصنع منت خبا متجانسا وقويا وغير مرتبك. أما حول إحباط بعض اللاعبين بسبب عدم اختيارهم في هذا التوقيت، فهذه المخاوف تنتفي من ذهنية اللاعب المحترف الذي يدرك أن للمدربين قناعات مختلفة، وإذا لم يتم انضمامه اليوم ففي الغد سيكون، وإن كنت على الصعيد الشخصي أعتقد بأن هزاع الهزاع ومحمد الكويكبي وعبدالرحمن العبيد يستحقون الاختيار نظرا لثبات وتنامي مستوياتهم الفنية، لكن هذا مارفيك وتلك طريقته، ونحن قبل وبعد معه ومع المنتخب حتى نراهم حاملين بطاقة روسيا». الثبات مهم وأكد الكاتب الرياضي عبدالله كبوها ضرورة الثبات على التشكيلة وطريقة اللعب في المنتخب من أجل النجاح، مشيرا إلى أن البروز بالنسبة للاعب المحلي في مباراة أو اثنتين ليس مبررا كافيا من أجل الوصول إلى تمثيل المنتخب. واعتبر كبوها أن مساعدي المدرب مارفيك هم جزء من منظومة المنتخب، والنجاح الذي تحقق في الفترة الماضية من مستويات ونتائج للمنتخب يؤكد التناغم والانسجام بين المدرب ومساعديه، لافتا إلى أنه يفترض أن يكون لدى كل لاعب هدف وإصرار للتألق والبروز حتى يحقق النجاح من خلال مستوى عال بغض النظر عن التحديات الحالية «عدم الانضمام للمنتخب».