لم يكن يوماً حديث عهد بالإمارة، شيخٌ قطري أيقن أن بوصلة الحلول لكل المشكلات تتجه نحو «الرياض»، حمل بوجهه حظوة أجداده والقطريين، ونال الشفاعة لشعبٍ حكمه والده وجده، ليعود الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لقطر حاملاً نبأ فتح منفذ سلوى، وضيافة «سلمان» للقطريين كرامة له ولقطر. ظهورٌ أعاد للأذهان إعلان أخيه استقلال قطر عن بريطانيا في سبتمبر 1971 قبل أن يعيدها «نظام الحمدين» إلى استعمار ناعم تحت أيدي التُرك والإيرانيين، في ردة فعل عنترية من «يتيم المجد» رداً على مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لسياسة قطر الداعمة للإرهاب. وتأتي استضافة خادم الحرمين الشريفين للحجاج القطريين وقبول شفاعة «ابن علي» تجسيداً للمبدأ السعودي الراسخ في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وإظهاراً لمكانة الشعب القطري لدى الحكومة السعودية، بعد الأمر الملكي بمراعاة الظروف الخاصة للعوائل القطرية السعودية، وتسهيل سبل التواصل بينهم عقب المقاطعة. ويشكل الضيف القطري ثقلاً سياسياً في الأوساط الخليجية، فهو أحد كبار الأسرة الحاكمة في قطر، فجده ثالث حكام قطر الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني، ووالده رابع حكام قطر الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني، وشقيقه هو خامس حكام قطر الشيخ أحمد بن علي آل ثاني. وعرفت قطر النفط خلال حكم عائلة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني الممتدة بين عامي 1913 و1972، وأضحت قطر في حكم أخيه الشيخ أحمد بن علي دولة عصرية نالت استقلالها، حتى أن القطريين ينظرون إليه بالمؤسس الفعلي للدولة الحديثة. وأسس شقيقه الشيخ أحمد بن علي محطة لتجميع النفط، وتطور الإعلام المحلي بعد إنشاء إذاعة قطر والتلفزيون المحلي، إضافة إلى إنشائه أول مجلس للوزراء في الإمارة الصغيرة وأول مجلس شورى بعد إعلانه الاستقلال عن بريطانيا عام 1971. وبانقلاب خليفة بن حمد على ابن عمه الشيخ أحمد بن علي عام 1972، كانت البلاد على موعد من الفترات المتباينة والسياسات «المجنونة» التي اتضحت جلياً بعد انقلاب حمد بن خليفة على والده عام 1995.